responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 397
والصالحين وحسن أولئك رفيقا " (النساء، آية ك 69). وقد فرّق الشيخ عبد القادر الجيلاني بين الصادق والصديق بقوله: والصادق هو الاسم اللازم من الصدق والصديق هو المبالغة منه وهو من تكرر فيه الصدق فصار دأبه وسجيته وصار الصدق غالبه فالصدق استواء السر والعلانية والصادق هو الذي صدق في أقواله والصديق من صدق في أقواله وجميع أفعاله وأحواله [1].

وهكذا يتبين اهتمام الشيخ عبد القادر وتأكيده على أهمية التخلق والاتصاف بهذه الصفات الحميدة التي تكسب العبد سعادة الدنيا وفلاح الآخرة [2].

ثامناً: تأسيس الطريقة القادرية: تنتسب الطريقة القادرية إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني الذي يعتبر المؤسس الأول لها خصوصاً بشكلها الجماعي والمنظم والقائم على جمع المريدين وربطهم بمشايخ الطريقة لتأديبهم وتربيتهم، حيث كان التصوف في السابق يقوم على أساس فردي لا أثر له للتجمع فيه، ولم يظهر في شكل منظم تحت طريقه واحدة إلا في عهد الشيخ عبد القادر الجيلاني والمتتبع لظهور الطرق الأخرى يرى أنها جميعها إنما ظهرت بعد الشيخ عبد القادر الجيلاني [3]، والمطلع على سيرة الشيخ عبد القادر يرى في توجيهاته ووصاياه التي وصّى بها أتباعه الحرص على التمسك بالكتاب والسنة والالتزام بالأخلاق الحميدة وفيما يلي عرض لأبرز معالم الجانب النظري لهذه الطريقة:

1 - التأكيد على التمسك بالكتاب والسنة يقول رحمه الله وهو يوجَّه وصيته إلى ولده عبد الرزاق: أوصيك بتقوى الله وطاعته ولزوم الشرع وحفظ حدوده، وتعلم يا ولدي وفقنا الله وإياك والمسلمين أن طريقتنا هذه مبنية على الكتاب والسنة وسلامة الصدر وسخاء اليد وبذل الندى وكف الجفا وحمل الأذى والصفح عن عثرات الإخوان [4]، ويقول في موضع آخر: أدخل الظلمة بالمصباح وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فإن خطر خاطر [5]، أوجَّد الهام فأعرضه على الكتاب والسنة، فإن وجدت فيهما تحريم ذلك مثل أن تلهم الزنا والرياء ومخالطة أهل الفسق والفجور وغير ذلك من المعاصي فادفعه عنك وأهجره ولا تقبله ولا تعمل به واقطع بأنه من الشيطان اللعين [6]. ومن تركيز الشيخ الجيلاني على أهمية التمسك بالكتاب والسنة أن جعلهما المقياس في ربط العلاقات الشخصية بالآخرين بقوله: إذا وجدت في نفسك بغض شخص أو حبه

[1] الغنية (2/ 200).
[2] الشيخ عبد القادر الجيلاني ص 634.
[3] المصدر نفسه ص 636، 637.
[4] الشيخ عبد القادر الجيلاني ص 639.
[5] الشيخ عبد القادر الجيلاني ص 640.
[6] فتوح الغيب الجيلاني ص 640.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 397
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست