responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 42
[1] - شجاعته: فقد ورث الشجاعة عن أبيه الذي تقدم في جيش ملكشاه وقد مّر معنا شيء من سيرته وقوله لتتش المنتصر وهو الأسير بين يديه، لو ظفرت بك لقتلتك، ويلقى نتيجة جرأته فيقتله تتش صبرا [1] وقد تقدم عماد الدين عند أمراء الموصل بشجاعته، وظهرت شجاعته في القتال في زمن مبكر، فقد سار مع مودود في غزوته ضد الإفرنج وخرج إفرنج طبرية للدفاع عنها، فحمل عليهم، وانهزم الإفرنج من أمامه وطعن باب سور طبرية طعنة أثرت فيه وكان أصحابه قد تأخروا عنه، لما قرب من الأسوار ومع ذلك قاتل متراجعاً، فعجب الناس من شجاعته ونجاته [2]، قال أبو شامه في شجاعته: وأما شجاعته وإقدامه فإليه النَّهاية فيهما، وبه كان تضرب الأمثال، ويكفي في معرفة ذلك جملة، أن ولايته أحّدق بها الأعداء والمنازعون من كل جانب: الخليفة المسترشد، والسلطان مسعود، وأصحاب أرمينية وأعمالها، وبيت سُكْمان، وركن الدولة داود صاحب صحن كيفا، وابن عمه صاحب ماردين ثم الفرنج ثم صاحب دمشق وكان ينتصف منهم ويغزو كُلاًَّ منهم في عقر داره ويفتح بلادهم، ما عدا السلطان مسعود فإنه كان لا يباشر قصده، بل كان يحمل أصحاب الأطراف على الخروج عليه، فإذا فعلوا عاد السلطان محتاجاً إليه وطلب منه أن يجمعهم على طاعته، فيصير كالحاكم على الجميع وكلًّ يداريه ويخضع له، ويطلب منه ما تستقر القواعد على يده [3]. وحمل على قلعة عقر الحميدية في جبال الموصل، وأهلها أكراد وهي على جبال عال، فوصلت طعنته إلى سورها، وفي حصار الرها، جمع امرائه عنده، ومد السماط، وقال لا يأكل معي على مائدتي هذه إلا من يطعن معي غداً في باب الرها، فلم يتقدم إليه غير أمير واحد، وصبي واحد لا يعرفه، لما يعرفون من أقدامه وشجاعته وأن أحداً لا يقدر على مساواته في الحرب.
فقال الأمير لذلك الصبي: ما أنت وهذا المقام فقال عماد الدين: دعه، فإني أرى والله وجها لا يتخلف عني [4]، وكان يقدر الشجعان وكان لا يضطرب أمام أي خطر [5].
2 - هيبته: كان عماد الدين ذا هيبة شديدة في نفوس أصحابه لا يجرؤون على الجلوس بين يديه، واشترك معه في الحروب أجناس مختلفة، ويحتاج ضبطها من الدراية والمهارة والهيئة، فاستطاع بشخصيته القوية، فرض النظام على جميع جنده، وكان ذا هيبة وسطوة، وكان إذا

[1] مفروج الكروب (1/ 26).
[2] أخبار الروضتين نقلاً عن الحروب الصليبية والأسرة الزنكية ص 160.
[3] كتاب الروضتين (1/ 160).
[4] مفرج الكروب (1/ 93).
[5] الحروب الصليبية والأسرة الزنكية ص 159.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست