responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 422
كان المقتفي عاقلاً لبيباً، عاملاً مهيباً، صارماً، جواداً محباً للحديث والعلم مكرماً لأهله، وكان حميد السيرة، يرجع إلى تدين وحسن سياسة، جّدد معالم الخلافة، وباشر المهمات بنفسه، وغزا في جيوشه [1]، وأقام حشمة الخلافة وقطع عنها أطماع السلاطين السلجوقية وغيرهم، وكان من السلاطين خلافته صاحب خراسان سنجر بن ملكشاه، والملك نورالدين صاحب الشام، وأبوه قسيم الدولة [2]. ولقب بالمقتفي لأنَّه يقال: إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المنام وهو يقول له: سيصل هذا الأمر إليك فاقتف بي فصار إليه بعد ستة أيام فُلقَّبَ بذلك لذلك [3].

1 - سياسته الحكيمة: لم يكن الخليفة المقتفي لأمر الله أكثر حظاً من سلفه من حيث معاملة السلاجقة له إلا إنه كان دون شك أكثر قابلية ودهاء من الخليفة الراشد بالله، لقد حاول الخليفة المقتفي لأمر الله سياسة اقتناص الفرص من أجل تأكيد سلطة الخلافة والقضاء على النفوذ السلجوقي، كما أنه لم يذعن لطلبات السلطان مسعود بن محمد بن ملك شاه بن أرسلان وقال له عندما أرسل وزيره يطلب منه مائة ألف دينار: ما رأينا أعجب من أمرك أنت تعلم أن المسترشد سار إليك بأمواله فجرى ما جرى وإن الراشد ولي ففعل ما فعل ورحل وأخذ ما تبقى ولم يبق إلا الإثات فأخذته كله! وتصرفت في دار الضرب، وأخذت التركات والجوالي، فمن أي وجه نقيم لك هذا المال؟ وما بقي إلا أن نخرج من الدار وتسلمها فإني عاهدت الله لا أخذ من المسلمين حبة ظلماً فترك السلطان الأخذ من الخليفة وعندما نشب الخلاف بين إمراء السلاجقة استغله الخليفة لصالحه، واستطاع أن يحصل على موافقة السلطان مسعود السلجوقي بإنشاء جيش في بغداد تابع للخلافة مباشرة، وكان ذلك إنجازاً كبيراً للخليفة المقتفي، ثم جاءت وفاة السلطان السلجوقي مسعود سنة 547هـ فارتفعت معنويات أهل العراق وأطلقت يد الخليفة لكي يثبت مركزه ويوسع دائرة نفوذه الذي امتد ليشمل الحلة والكوفة وواسط والبصرة ثم تكريت، وتفرغ الخليفة لأحوال العراق الداخلية، فأصلح سور بغداد، ورمم مواضعها الدفاعية، واسترد الاقطاعات السلجوقية، وخرج بنفسه يقاتل من عاداه يساعده في ذلك وزيره المعروف عون الدين بن هبيرة [4]، فنجح الخليفة الذي دام حكمه 24 سنة في إزالة الكثير من النفوذ السلجوقي في العراق، وعمل على تقوية الجيش، وحفظ الأمن والاستقرار، وأصبح هو الذي يختار من

[1] سير أعلام النبلاء (20/ 400).
[2] المصدر نفسه (20/ 401).
[3] البداية والنهاية (16/ 310).
[4] سياسة الخليفة الناصر لدين الله الداخلية ص 14نقلاً عن الكامل في التاريخ.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 422
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست