responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 435
خاصة مدن حلب، وبعلبك، وحمص وحماه، وشيزر، وبعرين، وتهدمت أسوارها وقلاعها، وتأثرت به مدينة حلب أكثر من غيرها بمظاهر الخراب والدمار [1]، وعلى الرغم من أن نور الدين: أخرج من الأموال ما لايقدر بقدر ([2]
من أجل ترميم ما تهدم، إلا أن ذلك لم يكف فاتجه إلى طلب عون الخلافة، ففي نص أورده ابن الفرات شرح نور الدين للخليفة المستنجد بالله ما حل بمناطق دولته من دمار بالغ على نحو أثر على دفاعاتها في مواجهة الصليبيين، واستصراخه أن يقدم له العون المالي اللازم [3]، ولا ريب في أن الخلافة العباسية كانت تحرص على دعم الدولة النورية مالياً، لتواجه أعداءها من الصليبيين، ولذلك فإنها بادرت بتقديم مساعدتها، والمرجح أن ذلك تم بسرعة واضحة لتدارك خطر تهدم أسوار وقلاع مدن الدولة النورية، خوفاً من هجوم صليبي مفاجئ عليها إغتناماً للموقف [4]. ومن جهة أخرى قدمت الدولة النورية للخلافة العباسية الأموال اللازمة التي كانت بدورها تطلبها، كدليل على الولاء، ونجد أنها عندما أقدمت في بعض الأحيان على إنقاض المكوس المفروضة على النشاط التجاري، راسل نورالدين محمود الخليفة ليوضح له الأمر، وليطلب منه تقليل ما كان يحصل عليه من قبل [5].
إن تلك العلاقات المالية تدل بوضوح على خصوصية علاقة الخلافة العباسية بالدولة ... النورية في بلاد الشام والجزيرة، وحرص الخلافة على دعمها وحمايتها من الخطر ... الخارجي بتوفير الدعم المالي لها عندما احتاجت إليه [6].

4 - الصعيد الثقافي والمذهبي: كان الهدف المشترك الكبير بين نور الدين والدولة العباسية إعادة نشر المذهب السني في بلاد الشام ومصر والوقوف أمام المذهب الشيعي الرافضي الإسماعيلي الذي كانت تتبناه الدولة الفاطمية في مصر، وكذلك الوقوف أمام المذهب الشيعي الإمامي، وكانت نظرة نور الدين محمود الاستراتيجية تعتبر وحدة العقيدة ركناً أساسياً في وحدة المسلمين السياسية ولتحقيق وحدة العقيدة في بلاده سلك طريق العلم والإقناع بالمنطق وإقامة الحجة والبرهان، فأنشأ المدارس التي تدرس الشريعة على حسب مذاهب السنة مركزاً على المذهبين الشافعي والحنفي، واستقدم أشهر العلماء والفقهاء للتدريس فيها ولتتولى الحوار مع علماء الشيعة على أساس الكتاب (القرآن الكريم) والسنة الشريفة ولكنه لم يتردد في اتباع طريق الحزم لوقف التجاوزات والمخالفات التي دأب الشيعة الرافضة على ارتكابها بحق بعض الصحابة، فأمر بمنع شتم أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم وكان ذلك شائعاً في مجتمع الشيعة الرافضة في حلب، كما أمر بوقف الأذان حسب

[1] الباهر ص 155، دول الإسلام (1/ 78).
[2] كتاب الروضتين نقلاً عن فن الصراع الإسلامي ص 71 ..
[3] فن الصراع الإسلامي الصليبي ص72.
[4] فن الصراع الإسلامي الصليبي ص 72.
[5] المصدر نفسه ص 72.
[6] المصدر نفسه ص 72.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 435
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست