responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 438
فاصطدم بها وحّرر الأسرى، ثم شنَّ الغارة على ارتاح [1]، قبل أن يعود إلى حلب [2]. وظل جوسلين الثاني أمير الرها قابعاً في تل باشر، إلا أنه أعّد خطة لإعادة احتلال الرها [3]. ولعل جوسلين الثاني هذا، كان أشد أعداء الدولة الزنكية خطراً عند وفاة عماد الدين زنكي، لأن استرداد الرها من الصليبيين كان أهم ما قام به عماد الدين في حياته وهو العمل الرئيسي الذي أضفى عليه وعلى دولته أهمية خاصة في التاريخ فكان نجاح الصليبيين في استرداد الرها، إذا ما حصل يُعد ضربة قاسية لأبنائه الذين سيفقدون المجد الذي حققَّه والدهم (4)
والأهم من ذلك الأثر المعنوي السلبي الكبير في نفوس المسلمين لم يكن بقلعة الرها سوى حامية قليلة العدد، فاستغل الأرمن هذه الفرصة وكانوا شديدي الميل للصليبيين ودبَّروا مؤامرة للتخلص من الحكم الإسلامي وطرد المسلمين من المدينة ووقف جوسلين الثاني على تلك النزعة فيهم فشجَّعهم على التمرد وتسليم البلد إليه، ووعدهم بتقديم المساعدة [5]، وخرج جوسلين الثاني على رأس قوة عسكرية ميمَّماً وجهه شطر الرها وهو عازم على استعادتها وسانده بلدوين حاكم مرعش [6]، وكيسوم، في حين رفض ريموند بواتييه، حاكم أنطاكية، تقديم المساعدة [7]. ويبدو أن رفضه ناتج عن التخطيط غير السليم للحملة [8] وكان جوسلين الثاني يأمل في مباغتة الحامية الإسلامية ويهاجمها على حين غفلة من أمرها، إلا أنها تلقَّت إنذاراً مبكراً بهذا الهجوم، فاستعَّدت لصَّده. وصل جوسلين الثاني إلى أسوار المدينة، شهر ربيع الآخر عام 541هـ شهر أيلول عام 1146م ونجح في دخول البلدة، لكن امتنعت عليه القلعة وقد احتمت بها الحامية الإسلامية [9].
وجد جوسلين الثاني نفسه أسيراً، وهو ورجاله، داخل المدينة ولما كانت قواته قليلة العدد لا يمكنها اقتحام القلعة، استنجد بأميري أنطاكية وطرابلس والوصية على عرض مملكة بيت المقدس وأرسلت الحامية من جهتها تطلب مساعدة نور الدين محمود في حلب، وكان جيشه آنذاك في مهمة جهادية في أنطاكية عّد صاحب نور الدين محاولة جوسلين الثاني هذه تحدياً له، ورأى ضرورة القضاء عليه قبل وصول النجدات الصليبية فخرج من حلب في شهر جمادي الآخرة/شهر تشرين الثاني على رأس جيش كثيف بلغ تعداده عشرة آلاف

[1] ارتاح: اسم حصن منيع، كان من العواصم من أعمال حلب.
[2] تاريخ الزنكيين في الموصل ص 253.
[3] المصدر نفسه ص 253.
(4) المصدر نفسه ص 253 ..
[5] مرعش: مدينة في الثغور بين الشام وبلاد الروم معجم البلدان (5/ 107).
[6] تاريخ الزنكيين ص 253.
[7] المصدر نفسه ص 253.
[8] المصدر نفسه ص 253.
[9] المصدر نفسه ص 254.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 438
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست