responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 454
حضوره معلنين استعدادهم حصر مجير الدين آبق في قلعة دمشق وتسليم المدينة له دون قتال [1]. وهكذا كان النجاح على هذا المحور كاملاً كما هو على المحور الأول.
المحور الثالث: كان المحور الثالث من اختصاص نور الدين نفسه، فقد استطاع بخبرته ومقدرته على تحليل النفوس البشرية، النفاذ إلى شخصية مجير الدين آبق وتحليلها، ومعرفة ميوله ورغباته وتعامل معه على هذا الأساس، فأخذ يراسله ويستشيره في أمور المسلمين ويتقرب إليه بالهدايا حتى أطمأن إليه ووثق به، ثم أخذ يوقع بينه وبين قادته وأمرائه، فيكتب له عن بعض أمرائه وقادته بأنهم يراسلونه [2]، (أي يراسلون نور الدين) فيقبض مجير الدين عليهم أو يجّردهم من مناصبهم أو يقتلهم حتى لم يبق من كبار قادته وأمرائه من يعتمد عليه في ضبط أمور الجيش وإدارة القتال [3]، وأصبح مكروها من الرعية معزولاً عن الأعيان والوجهاء مجرداً من القادة الأكفاء عندها حانت الفرصة المناسبة وأصبحت دمشق كالثمرة الناضجة فسار نور الدين محمود إليها بجيشه وأوعز إلى أنصاره فيها لتنفيذ ما اتفق عليه، فثاروا وهاجموا أبواب المدينة من الداخل وفتحوها أمام جيش نور الدين بينما تحصّن مجير الدين آبق مع من بقي معه من الجند في قلعة المدينة وطلب النجدة من الفرنجة الذين سارعوا إليها ولكن نور الدين كان أسرع منهم فرجعوا خائبين ثم أرسل نور الدين إلى مجير الدين يؤمنه على نفسه وعلى من معه من الجند، ويعده بإقطاعه مدينة حمص إذا استسلم وخرج من القلعة، فقبل وحقق له نور الدين وعده ولكن أبدله بحمص مدينة بالس على نهر الفرات في الشرق [4]. وهكذا نجحت خطة نور الدين في ضم دمشق إلى دولته بدون قتال نجاحاً كاملاً - بفضل الله - ثم حنكته السياسية ومقدرته على تأليف القلوب واستمالتها بالإضافة إلى قوة عزمه وتصميمه على الهدف وصبره وترويه في التعامل مع الأمراء المنحرفين عن جادة الصواب [5].
ولقد تمكن نور الدين من ضم دمشق في صفر عام 549هـ/أبريل 1154م [6]، ويعد ضم دمشق من أهم انجازات السياسة الخارجية النورية وبذلك تحقق حلماً طالما راود الزنكيين وقد عده البعض، أعظم إنجازاته على الإطلاق وأنه نقطة تحول في تاريخ الحروب الصليبية [7]، حيث غدت بلاد الشام والجزيرة تحت سيطرته وصار الصليبيون بذلك

[1] الباهر ص 107 دور نور الدين في نهضة الأمة ص 141.
[2] ذيل تاريخ دمشق ص 325 دور نور الدين ص 142.
[3] دور نور الدين في نهضة الأمة ص 142.
[4] ذيل تاريخ دمشق ص 327 - 328.
[5] دور نور الدين في نهضة الأمة ص 142.
[6] فن الصراع الإسلامي الصليبي ص 114.
[7] الشرق الأوسط للعريني ص 299 الجهاد ضد الصليبيين ص 280.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 454
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست