responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 467
بالإضافة إلى هدايا أخرى تشتمل على منسوجات وعود وعنبر [1].

1 - رؤيا نور الدين لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الموصل:
حين دخل نور الدين الموصل خرج إليه ابن أخيه، فوقف بين يديه، فأكرمه وأحسن إليه، وألبسِه خِلعة جاءته من الخليفة، فدخل بها إلى البلد في أبهة عظيمة، ولم يدخل نور الدين الموصل حتى قوِي الشتاء، فأقام بها، أربعة وعشرين يوماً، فلما كانت آخرُ ليلة أقام بها رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام يقول له: طابت لك بلدُكَ وتركت الجهاد وقتال أعداء الله. فنهض من فوره إلى السَّفر، وما أصبح إلا وهو سائر إلى الشام واستقضى الشيخ شرف الدين بن أبي عصرون، وكان معه على سنجار ونصيبين والخابور، فاستناب بها ابنُ أبي عصرون نوّابا وأصحابا [2].

2 - بشرى لنور الدين من رسول الله: قال أبو شامة: وبلغني من شدة اهتمام نور الدين رحمه الله بأمر المسلمين حين نزل الفرنج على دمياط أنه قرئ عليه جُزء من حديث كان له به رواية، فجاء في جملة تلك الأحاديث حديث مسلسل بالتبسم، فطلب منه بعض طلبة الحديث أن يتَسَّم لتتم السلسلة على ما عُرف من عادة أهل أهل الحديث، فغضب من ذلك وقال: إني لأستحي من الله تعالى أن يراني متبسماً والمسلمون محاصرون بالفرنج [3]. وبلغني أن إماماً لنور الدين رأى ليلة رحيل الفرنج عن دمياط في منامه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: أعْلِمْ نور الدين أن الفرنج رحلوا عن دمياط في هذه الليلة، فقال: يارسول الله، ربما لا يصدَّقني، فاذكر لي علامة يعرفها فقال: قل له بعلامة ما سجدت على تل حارِم وقلت: يا رب انصر دينك ولا تنصر محموداً، من هو محمود الكلب حتى ينصر. قال: فانتبهت ونزلت إلى المسجد، وكان من عادة نور الدين أنه ينزل إليه بغلس، ولا يزل يتركَّع فيه، حتى يصليَّ الصبح قال: فتعَّرضتُ له، فسألني عن أمري، فأخبرته بالمنام وذكرت له العلامة، إلا أنني لم أذكر لقطة الكلب، فقال نور الدين رحمه الله تعالى: أذكر العلامة كلَّها. وألحَّ علي في ذلك، فقلتها فبكى رحمه الله وصدَّق الرؤيا، وأُرَّخت تلك الليلة فجاء الخبر برحيل الفرنج بعد ذلك في تلك [4] الليلة وجاء في رواية سبط ابن الجوزي: حكى لي نجم الدين بن سلام عن والده أن الفرنج لما نزلت على دمياط، ما زال نور الدين عشرين يوماً يصوم ولا يفطر إلا الماء، فضعف وكاد يتلف، وكان مهيباً، ما يجسر أحد بخاطبه في ذلك فقال: إمامه يحي: إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم يقول: يا يحي بشّر نور الدين برحيل الفرنج عن دمياط. فقلت يا رسول

[1] المصدر نفسه ص 186.
[2] البداية والنهاية (16/ 447).
[3] كتاب الروضتين في أخبار الدولتين (2/ 143).
[4] المصدر نفسه (2/ 143، 144).
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 467
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست