responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 469
ولا من المتتبعين لسيرته كابن الأثير وأبي شامة مع شدة حرصهم على استقصاء أخباره وتحليتها بكل جميل، بل أنه لم يذكرها من أرخ للمدينة المنورة ممن عاصر تلك الفترة كابن النجار في " الدرة الثمينة " وقد نقلها عن المطري من جاء بعده من المؤرخين كالمراغي في " تحقيق النصرة "، وابن قاضي شهبة في الكواكب الدرية، والسمهودي في وفاء الوفاء، وابن العماد في شذرات الذهب، والبرزنجي في " نزهة الناظرين " [1]. ثم إن المطريَّ ذكر أن القصة وقعت سنة " 557هـ " ولم يذكر أحد من المؤرخين أن نور الدين زار المدينة في تلك السنة، بل لم يذكروا أنه زارها في أي من سني حكمه، بل إنهم لم يذكروا أنه حج أبداً، فقد شغله جهاد الفرنج عن الحج، كما شغل صلاح الدين بعده، ولا عبرة بما ذكره الفاسي في شفاء الغرام [2]، من أن نور الدين حجَّ سنة (556هـ) فقد وهم في ذلك، إذ إن الذي حج هو أسد الدين شيركوه، وقد خرج نور الدين إلى لقائه يوم رجوعه [3]. وقد يتساءل المرء: ما الباعت لهذه القصة، فأقول: ربما أثارت تكملة نور الدين لسور المدينة وكتابة اسمه عليه فكرة قدومه للمدينة، ثم اختلط هذا مع سيأتي - بإذن الله - من محاولة الصليبيين الاستيلاء على المدينة وذلك سنة (578هـ) فقد أشيع وقتها أنهم كانوا يريدون نقل الجسد الشريف إلى فلسطين فيما ذكر ابن جبير من رحلة والمقريزي في خططه، فدمج الخيال بين الحدثين في حدث واحد ليكشف عن هاجس أقلق بال المسلمين وقتئذ وهو أن ما فشل الصليبيون في تحقيقه في العلن سيحاولونه في الخفاء، فكانت هذه القصة والله أعلم [4].

ثالثاً: سياسة نور الدين مع سلاجقة الروم: كان نور الدين محمود يتابع الأحداث الجارية في المنطقة ويشتغل الفرصة المتاحة لتحقيق أهدافه، من ذلك ما حدث عام 568هـ/1173م عندما هاجم قلج أرسلان سلطان السلاجقة في آسيا الصغرى إمارة ذا النون بن دانشمند التي تتألف من ملطية وسيواس جنوب شرق الأناضول واحتلها، فلجأ ذا النون إلى نور الدين مستنجداً فأرسل نور الدين إلى قلج أرسلان يطلب منه رد بلاد ذا النون عليه فرفض، فسار بجيشه إلى المنطقة واحتل مدنها مما أجبر قلج أرسلان لطلب الصلح بالشروط التي يفرضها نور الدين، فأرسل إليه نور الدين رسالة منها: إنني أريد منك أموراً وقواعد ومهما تركت منها فلا أترك ثلاثة أشياء أحدها أنك تجّدد إسلامك على يد رسولي حتى يحل لي إقرارك على بلاد الإسلام فإنني لا أعتقدت مؤمناً والثاني إذا طلبت عسكرك إلى الغزاة تُسّيره، فإنك قد ملكت طرفاً كبيراً من بلاد

[1] كتاب الروضتين في أخبار الدولتين (2/ 317).
[2] المصدر نفسه (2/ 317).
[3] كتاب الروضتين أخبار الدولتين (2/ 317).
[4] المصدر نفسه (2/ 317).
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 469
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست