responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 473
الإسلامي، واقتلاعها من أساسها، خاصة أنها فكرة محورية في الإسلام [1]. ولا شك أن عقيدة الجهاد وتحرير المقدسات من الاحتلال الصليبي كان المحرك لحركة المقاومة للمسلمين في عهد الزنكيين والأيوبيين والمماليك وما يجري اليوم أفغانستان والعراق وفلسطين ولبنان.

وقد كان تحرك نور الدين محمود ضد مملكة بيت المقدس يستهدف تحقيق انتصارات في المجال الاقتصادي والسياسي والعسكري، بالقتال بالمفاوضات أحياناً أخرى.

- المجال الاقتصادي: فقد وصفت الدولة النورية بأنها دولة داخلية حبيسة دون نطاق ساحلي والمنافذ البحرية على امتداد الساحل الشامي ثم إخضاعها للسيادة الصليبية حيث أدرك الصليبيون أهميتها الكبيرة لاستمرار اتصالهم بأوروبا وحصولهم على الدعم البشري والمالي والمعنوي وكان تصريف قسم مهم من تجارة الدولة النورية يتم من خلال موانئ شرق البحر المتوسط الصليبية، كذلك أرادت تلك الدولة الحفاظ على سلامة الطرق التجارية بين دمشق ذات الأهمية التجارية ومنطقة الجبل الأعلى في شمال فلسطين بوصفها حلقة وصول إلى الساحل الشامي البالغ الحيوية [2].
- المجال السياسي: مثَّل الصراع مع تلك المملكة أهمية خاصة للدولة النورية ولانزاع في أن مواصلة الصراع الحربي معها كان ضروريا، من أجل أن يقوم نورالدين محمود بدوره في مجاهدة الكفار ومثل هذا واجباً شرعياً ضروريا لدعم حكمه وتوفير الاستقرار السياسي له وعدم قدرة المعارضة على كسب أعوان لها طالما أنه يقوم بتأكيد هذا الدور الشرعي الحيوي، أضف إلى ذلك؛ أن الدولة النورية بعد نجاحها في توحيد بلاد الشام والجزيرة بقبضة واحدة مثلت مملكت بيت المقدس منافساً سياسياً خطيراً لها، فإذا أضفنا إلى ذلك أن ذلك المنافس كان كياناً داخيلاً وافداً على المنطقة ولا يملك وجوده أصلاً أدركنا حتمية الصراع بين الطرفين لكافة الدوافع السابقة سواء الدينية أو السياسية أو الاقتصادية [3].

- المجال العسكري: فقد أدركت الدولة النورية أن تجيش الجيوش ضد مملكة بيت المقدس الصليبية خير وسيلة من أجل تحقيق باقي الدوافع السابقة، وكانت هناك صلة وثيقة بين آلة الحرب للدولة النورية وتحركاتها السياسية، وقد حرصت الدولة النورية على الاستيلاء على عدد من القلاع والحصون الاستراتيجية من أجل إضعاف فعاليات المملكة الصليبية عسكرياً ولتأمين حدود الدولة النورية، ولإيجاد توازن عسكري مع المملكة الصليبية يتطور مستقبلاً إلى ما هو أبعد من هذا في سبيل تحقيق التفوق العسكري على الوجود الصليبي وهو ما تحقق

[1] فن الصراع الإسلامي الصليبي ص 139.
[2] الرحلة ص 253.
[3] فن الصراع الإسلامي الصليبي ص 140.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 473
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست