responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 476
وبسقوطها سقطت آخر المعاقل الفاطمية في الشام، وبذلك امتدت السيادة الصليبية على طول الساحل الشامي من الإسكندرية حتى غزة جنوباً، ومهد بذلك السبيل أمام الصليبيين لغزو مصر [1]. وعلى أية حال لم يكن لنور الدين محمود زنكي، أن يقف لا يحرك ساكنا أمام التحرك الصليبي في الجبهة الجنوبية وسرعان ما أتى الرد دون تأخير، فتمكن نور الدين محمود بالفعل من الاستيلاء على دمشق عام 549هـ/1154م أي في العام التالي مباشرة وبذلك حقق مكاسب أكبر من أن تحصى، فقد مد حدوده إلى الجنوب، ولم يعد منعزلاً في الشمال، وقد تمكن بذلك الإنجاز من تهديد حدود مملكة بيت المقدس ذاتها، ولم يعد أمامه إلا نطاق جغرافي ضيق محدود لكي يوجه ضرباته إلى الجليل بصورة لم تكن متوافرة له من قبل، وشتان بين توجيه الضربات في الأطراف والوصول إلى قرب القلب الصليبي ([2]
ولا تغفل أنه بإخضاع دمشق؛ صار نور الدين محمود يسيطر بصورة أو بأخرى على ثلاثة مدن رئيسية يمكن أن توصف بأنها مدن الظهير الإسلامي في الجزيرة وبلاد الشام وهي: الموصل - التي دانت له بالولاء - وحلب ودمشق، وهي مدن ذات كثافة سكانية، فاعلة وأهمية اقتصادية حيوية من خلال وقوعها على خطوط التجارة الدولية، فإذا لم يغب عن ذهننا أننا أمام قائد للجهاد نذر نفسه له، أدركنا كم كانت المكاسب كبيرة للمسلمين بضم عاصمة الأمويين من قبل دمشق، خاصة مع عدم إغفال أنها المرة الأولى التي أتحدت فيها حلب ودمشق منُذ العصر السلجوقي تحت سيطرة سيد واحد [3]. ومن الزوايا ذات الأهمية البالغة: إدراك أن توجيه ضربات فاعلة للصليبيين تؤثر على قلبهم في بيت المقدس، لن يكون إلا بإخضاع المدن الأربعة المؤثرة في قبضة الدولة النورية، وهي الموصل، حلب، دمشق، القاهرة وهكذا لم تعد هناك إلا مدينة واحدة: هي القاهرة قلب الوجود الفاطمي الذي بلغ من الكبر عتياً، ويلاحظ أن ضمها لشقيقاتها الثلاثة سيتأخر من خلال اعتبارات عديدة [4] يأتي بيانها وتفصيلها في محله بإذن الله تعالى. على أية حال: من الممكن تناول قضية مهمة وهي أيهما حقق مكاسب سياسية حربية أخطر، بلدوين الثالث باستيلائه على عسقلان عام 1153م/548هـ/ أم نور الدين محمود باستيلائه على دمشق عام 549هـ/1154م.
إن إسقاط عسقلان كان بمثابة إسقاط إحدى المدن الشامية الساحلية وربما كان له تأثيراته الكبيرة في حالة عدم تمكن ذلك الحاكم المسلم من انتزاع دمشق من قبضة البوريين، إذ أنه اكتسب العديد من المميزات وأدى ذلك إلى نقله لمجال

[1] التنظيمات الدينينة، مؤنس عوض ص 148.
[2] الحروب الصليبية العلاقات بين الشرق والغرب ص 186 ..
[3] الحروب الصليبية العلاقات بين الشرق والغرب ص 187.
[4] المصدر نفسه ص 187.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 476
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست