responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 478
السلام مع الصليبيين، وبينما هم منهمكون في عملهم هاجمت القوات الصليبية المنطقة بالقرب من بحيرة الحولة، وقد قتل وجرح العديدون، تم سلب قطعان الماشية وأسر العديدين ويبدو أن الصليبيين أرادوا تحقيق انتصار كبير في حملتهم بدليل إشراكهم لأكبر العناصر لديهم قوة ونعني بهم الاسبتارية والداوية [1]، ومما تجدر الإشارة إليه أن مؤرخ المملكة الرسمي وليم الصوري، أقر واعترف صراحة بأن حملة بلدوين الثالث على بانياس، كانت خرقاً للاتفاقية المعقودة مع نور الدين، وأن الأمر كان أبعد من أن يكون مجداً عسكرياً للمملكة الصليبية (2)
ولم يكن هناك مفر من الرد العسكري النوري، وقد قام المسلمون بنصب كمين للقوات الصليبية كلل بالنجاح، وقتل منهم الكثيرون وعلى حد قول ابن القلانسي: صاروا بأجمعهم بين قتيل وجريح ومسلوب وأسير وطريح [3] وغنائم وفيرة، وأمكنهم احتلال بانياس [4]، غير أن بلدوين الثالث تمكن من استردادها في نفس العام [5]، وعاد نور الدين وفرض سيطرته عليها عام 560هـ/1164م [6] وكان قد سار إليها بعد عوده من فتح حارم وأذِن لعسكر الموصل ودياربكر بالعود إلى بلادهم، وأظهر أنه يريد طبريَّة، فجعل من بقي من الفرنج همهم حفظها وتقويتها، فسار نور الدين مجَّداً إلى بانياس لعلمه بقلَّة من فيها من الحماة الممانعين عنها، ونازلها وضيَّق عليها وقاتلها وكان في جملة عسكره أخوه نُصرة الدين أمير أميران، فأصابه سهم أذهب إحدى عينيه، فلما رآه نور الدين قال له: لو كُشف لك عن الأجر الذي أُعِدَّ لك لتمنيت أن تذهب الأخرى [7]، ولما فتح نور الدَّين حِصن بانياسِ، كان ولد معين الدين أنُر الذي سلَّم بانياس إلى الإفرنج قائماً على رأسه، فالتفت إليه وقال له: للناس بهذا الفتح فرحة واحدة، ولك فرحتان. فقال: كيف ذاك؟ قال: لأن الله تعالى اليوم برَّد جلدة والدك من نار جهنم [8].

5 - اتفاقيات وهدنة قصيرة: وعلى الرغم من تلك المعارك شبه المستمرة، لاحت في الأفق أضواء باهته لسلام شاهب متمثل في اتفاقيات هدنة قصيرة تراوحت بين الثلاثة أشهر والعامين وقعت بين الطرفين ومن الأهمية بمكان دراسة دوافع السياسة السلمية التي اتبعها نور الدين محمود في بعض الأحيان تجاه مملكة بيت المقدس وتتمثل في إبعاد اقتصادية وعسكرية واستراتيجية. وكانت الدولة النورية تهتم بالعلاقات التجارية مع القوى الصليبية في بلاد الشام

[1] المصدر نفسه ص 149.
(2) فن الصراع الإسلامي الصليبي ص 151 ..
[3] ديل تاريخ دمشق ص 339.
[4] الحركة الصليبية، عاشور (2/ 668).
[5] المصدر نفسه (2/ 668).
[6] شذرات الذهب نقلاً عن فن الصراع الإسلامي الصليبي ص 152.
[7] كتاب الروضتين في أخبار الدولتين (1/ 437).
[8] المصدر نفسه (1/ 440).
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 478
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست