responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 483
عدم خضوعه لسيطرته الصليبيين بأية صورة [1].
أ- هزيمة نور الدين:
سار نور الدين إلى بلاد جوسلين وهي القلاع التي شمالي حلب، منها تل باشر، وعين تاب، وَعَزاز وغيرها من الحصون فجمع جوسلين الفرنج فارسهم وراجلهم، ولقوا نور الدين، وكانت بينهم حرب شديدة أجلت عن انهزام المسلمين وظفر الفرنج، وأخذ جوسلين سلاح دار [2]، كان لنور الدين أسيراً، وأخذ ما معه من السَّلاح فأنفذه إلى السلطان مسعود بن قليج أرسلان السلجوقي صاحب قونية وأقصر وغيرهما من تلك الأعمال وأرسل مع السلاح إليه يقول: قد أنفذت لك سلاح صهرك، وسيأتيك بعد هذا غيره [3].

ب- أعمال نور الدين للحيلة ووقوع جوسلين في الأسر:
عظمت هذه الحادثة على نور الدين وأعمل الحيلة على جوسلين، وعلم أنه إن هو جمع العساكر الإسلامية لقصده جمع جوسلين الفرنج وحذر وامتنع، فأحضر نور الدين جماعة من التركمان وبذل لهم الرغائب من الإقطاع والأموال إن هم ظفروا بجوسلين إما قتلاً وإما أسراً، فاتَّفق أن جوسلين خرج في عشرة، وأغار على طائفة من التركمان فنهب وسبى، فاستحسن من السَّبي امرأة منهم فخلا معها تحت شجرة، فعاجله التركمان، فركب فرسه ليقاتلهم فأخذوه أسيراً .. وكان أسره من أعظم الفتوح على المسلمين، فإنه كان شيطاناً عاتياً من شياطين الفرنج شديد العداوة للمسلمين، وكان هو يتقدم على الفرنج في حروبهم لما يعلمون من شجاعته وجودة رأيه، وشدة عداوته للمَّلة الإسلامية، وقسوة قلبه على أهلها وأصيبت النصرانية كافَّة بأسره، وعظمت المصيبة عليهم بفقده وخلت بلادهم من حاميها وثغورهم من حافظها، وسهل أمرهم على المسلمين بعده، وكان كثير الغدر والمكر، لا يقف على يمين ولا يفي بعهد، طالما صالحه نور الدين وهادنه، فإذ أَمِنَ جانبه بالعهود والمواثيق نكث وغدر، فلقيه غدره، وحاق به مكره قال تعالى: " ولا يحيق المكَر السيءُ إلا بأهله " (فاطر، أية: 43). فلما أسر تيسَّر فتح كثير من بلادهم وقلاعهم، فمنها عين تاب، وعزاز، قُوُرس والرَّاوندان، وحصن البارة، وتل خالد. وكفر لاثا، وكفر سود، وحصن بسرفوت بجبل بني عُليم ودُلُوك، ومرعش، ونهر الجوز، وبرج الرصاص [4]. وكان نور الدين، رحمه الله، إذا فتح حصناً لا يرحل عنه حتى يملاءه رجالاً وذخائر تكفيه عشر سنين، خوفاً من نُصرة تتجدّد للفرنج على المسلمين، فتكون الحصون مستعدة غير

[1] المصدر نفسه ص 166.
[2] سلاح دار: معناه ممسك السلاح.
[3] كتاب الروضتين (1/ 246).
[4] كتاب الروضتين في أخبار الدولتين (1/ 246).
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 483
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست