responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 489
ووقع في الإسار إبرنس أنطاكية، وقومص طرابلس وابن لجوسلين ودُوك الروم وذلك في رمضان [1]. وقد اشترك في هذه الغزوة ضد نور الدين، القوى الصليبية والبيزنطية والأرمينية (2)
وسبب الانتصار لنور الدين أنه لما عاد منهزماً في معركة حصن الأكراد، أقبل على الجد والاجتهاد والاستعداد للجهاد والأخذ بثأره، - وثأر الإسلام- وغزو العدوَّ في عقر داره، ليرتق ذلك الفتق، ويمحو سَِمة الوهن ويعيد رونق الملك، فراسل أخاه قطب الدين بالموصل وفخر الدين قرا أرسلان بالحصن - أي حصن كيفا - ونجم الدين ألبي بماردين وغيرهم من أصحاب الأطراف، فأما قطب الدين أتابك جمع عساكره، وسار مجداً، وعلى مقدَّمة عسكره زين الدين نائبه وأما فخر الدين قرا أرسلان فإنه بلغني عنه أنه قال له خواصّه: على أي شيء عزمت؟ فقال على القعود، فإن نور الدين، قد تحشَّف من كثرة الصَّوْم والصلاة فهو يلقي نفسه والناس معه في المهالك وكلهم وافقه على ذلك، فلما كان الغد أمر بالنداء في العسكر بالتجهز للغزاة، فقال له أولئك: ما عدا مما بدا! فارقناك بالأمس على حال ونرى الآن ضَّدها! فقال: إن نورالدين قد سلك معي طريقاً إن لم أنجده خرج أهل بلادي عن طاعتي، وأخرجوا البلاد من يدي، فإنه كاتب زُهَّدها وعُبَّادها والمنقطعين عن الدنيا، يذكر لهم ما لقي المسلمون من الفرنج، وما نالهم من القتل والأسر والنهَّب، ويستمد منهم الدعاء ويطلب منهم أن يحثُّوا المسلمين على الغَزَاة، فقد قعد كلُّ واحد من أولئك ومعه أتباعه وأصحابه وهم يقرؤون كُتُبَ نور الدين ويبكون ويلعنونني ويدعون عليَّ، فلابدَّ من إجابة دعوته، ثم تجهَّز أيضاً وسار إلى نور الدين بنفسه وأما نجم الدين ألبي فإنه سيرَّ عسكراً، فلما أجتمعت العساكر سار نحو حارم، فنزل عليها وحصرها، وبلغ الخبر إلى من بقي من الفرنج بالسَّاحل ممن لم يسر إلى مصر، فحشدوا وجاؤوا، مقّدم الفرنج البرنس صاحب أنطاكية والقمص صاحب طرابلس وأعمالها، وابن جوسلين وهو من مشاهير الفرنج وأبطالها، والدَّوك معهم وهو رئيس الروُّم ومقدَّمُها، وجمعوا من الرَّاجل مالا يقع عليه الإحصاء، ملؤوا الأرض وحجَبُوا بقسطهم السماءَ،
فحرض نور الدين أصحابه، وفرَّق نفائس الأموال على شجعان الرجال، فلما قاربه الفرنج رحل عن حارم إلى أرّتاح [3] وهو إلى لقائهم مرتاح، وإنما رحل طمعاً أن يتبعوه، ويتمكن منهم إذا لقوه. فساروا حتى نزلوا على عِمَّ [4]. وتيقَّنوا أنهم لا طاقة لهم بقتاله ولا قدرة لهم على نزاله فعادوا إلى حارم وقد

[1] المصدر نفسه (1/ 416).
(2) فن الصراع البيزنطي الإسلامي ص 175 ..
[3] كتاب الروضتين (1/ 417).
[4] المصدر نفسه (1/ 418).
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 489
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست