responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 497
وأضحت كيليكية في قبضته، ولاذ ثوروس بالفرار مكان إلى آخر ([1]
وأرسل مانويل إلى رينولد شاتيون في أنطاكية يستدعيه لمحاسبته على ما فعل بجزيرة قبرص، ويبدو أن حاكم أنطاكية انزعج لقدوم الإمبراطور الذي رابط على حدود إمارته إذ أدرك أنه ليس بوسعه أن يتصَّدى للجيس الأمبراطوري الكثيف فطلب مساعدة بلدوين الثالث متجاهلاً أن ملك بيت المقدس لا يقلُّ استياء على الأمبراطور، وأخَّر مثوله أمام الأمبراطور بانتظار وصوله إلى أنطاكية حيث كان في طريقه إليها، لكن بطانته نصحوه بالإذعان، وعرض على مانويل تسليمه قلعة أنطاكية، ورأى الأمبراطور أن ذلك ليس كافياً، وأصَّر على أن يحضر رينولد شاتيون إلى مجلسه ليقدم خضوعه وولاءه، فاضطر إلى إجابة الطلب فعجَّل بالمسير إلى معسكر الإمبراطور خارج أسوار مدينة المعيصة وأعلن خضوعه له [2].

3 - مانويل في أنطاكية: ما إن علم بلدوين الثالث باقتراب مانويل من أنطاكية، حتى عَّجل بالمسير نحو الشمال يرافقه أخوه عموري والبطريرك إيمري، فبلغ المدينة عقب عودة رينولد شاتيون إليها، وإذ أظهر ملك بيت المقدس شيئاً من الامتعاض عندما سمع بنبأ العفو عن رينولد شاتيون، بادر فوراً إلى طلب الاجتماع بالأمبراطور ونتيجة للمباحثات التي جرت بنيهما تَّم الاتفاق على ما يلي:
أ - عقد تحالف بين الطرفين.
ب- تسوية علاقات بلدوين الثالث برينولد شاتيون، وحصل الأول بالمقابل على وعد من الأمبراطور بالعفو عن ثوروس الثاني دخل مانويل بعد ذلك مدينة أنطاكية في شهر ربيع الآخر عام 554هـ شهر نيسان عام 1159م وأجرى مفاوضات أخرى مع بلدوين الثالث ورينولد شاتيون اتسمت بالسرية التامة، اتفق فيها الأطراف الثلاثة على القيام بحملة كبرى ضد المسلمين على أن تكون وجهتها مدينة حلب [3]، ولم تذكر المصادر المعاصرة أن بلدوين الثالث اعترف في تلك المباحثات بسيادة الأمبراطور البيزنطي على الصليبيين في بلاد الشام [4]. والواضح أنَّ ما طرأ من أحداث ترجع على ما يبدو إلى إلحاح الصليبيين على مانويل بهدف القضاء على القوة الإسلامية المتعاضمة التي يقودها نور الدين محمود الذي كان آنذاك يعمل على تقوية نفوذه في بلاد الشام، وأصبح يشكل خطراً على الإمارات الصليبية، وربما كان ما قام به وقتذاك من الموافقة على الدعوة لمهاجمة أملاك نورالدين محمود إنما قصد

[1] المصدر نفسه ص 308 وليم الصوري (2/ 862، 861) ..
[2] تاريخ الزنكيين في الموصل ص 308.
[3] تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام ص 308، 309.
[4] المصدر نفسه ص 309.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 497
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست