responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 498
به صرف أنظار الصليبيين عن التفكير فيما حدث بأنطاكية [1].

4 - مانويل في بلاد الشام: وبدأت الحشود الصليبية والبيزنطية تتحرك باتجاه الطرف الإسلامي، وقد أثارت مخاوف نور الدين، فكتب إلى ولاة الأعمال والمعاقل بإعلامهم ما حدث من الروم، ويبعثهم على استعمال التيقظ والتأهب للجهاد فيهم والاستعداد للنكاية بمن يظفر منهم [2]. ثم مضى إلى حلب والمناطق الشامية الأخرى يشحذ الهمم ويبعث الطمأنينة في نفوس السكان [3]، وبدأت رسل نور الدين تتردد على معسكر الأمبراطور في عمل دبلوماسي سياسي كبير مع استعداده في نفس الوقت للحرب وتواصل قدوم الأمراء وولاة الأعمال بجنودهم ومع هذه الكثرة العددية إلا أن نور الدين استهدف العمل على زعزعة الحلف البيزنطي مع مملكة بيت المقدس وأنطاكية ضده وحتى لا يجعل دولته بين عدوين الصليبيين في الجنوب والبيزنطيين في الشمال واستطاعت دبلوماسية الدولة النورية أن تصل إلى صلح مع الدولة البيزنطية، ومعلوم أن البيزنطيين كان لهم باعهم الطويل في شأن الدبلوماسية وكذلك الحال بالنسبة للدولة النورية التي اتصلت دبلوماسياً بالعباسيين، والفاطميين ومملكة بيت المقدس الصليبية أي بكافة القوى الكبرى في المنطقة سواء الإسلامية أو المسيحية [4] والملاحظة المهمة في فقه نور الدين زنكي المثابر في المفاوضات مع الاستعداد الكبير لحشد الجيوش والاستعداد للقتال واستنفار الأمة للتصدي وقد تخلل الاتصالات الدبلوماسية تبادل هادياً ومحاولة توطيد الصلات السياسية بين حلب والقسطنطينية [5] ومهما يكن من أمر، فإن الاتفاق بين الطرفين أحتوى على:
أ - إطلاق نور الدين محمود سراح ستة آلاف من الأسرى النصارى الذين كانوا معتقلين بسجونه منُذ الحرب الصليبية الثانية [6].
ب- تعهده بمساندة مانويل في حروبه ضد سلاجقة الروم [7]. وقد اتفقت المصادر العربية والبيزنطية والصليبية الشرط الثاني [8]، وقد فرح المسلمون بهذا الاتفاق وبراحيل الأمبراطور بعد الصح إلى بلاده، مشكوراً محموداً ولم يؤذ أحداً من المسلمين [9] وقد ترتب على هذا الصلح نتائج إيجابية منها.

[1] المصدر نفسه ص 309.
[2] ذيل تاريخ دمشق ص 540، 541 تاريخ الزنكيين ص 309.
[3] تاريخ الزنكيين في الموصل ص 309.
[4] فن الصراع الإسلامي الصليبي ص 196.
[5] فن الصراع الإسلامي الصليبي ص 197.
[6] تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام ص 310.
[7] المصدر نفسه ص 310.
[8] المصدر نفسه ص 310.
[9] ذيل تاريخ دمشق ص 310، تاريخ الزنكيين ص 310.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 498
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست