responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 503
والسلطان حارس، وما لا أصل له، فمهدوم ومالاً حارس له فضائع [1] ونتذكر هنا قول السلطان نور الدين محمود: " إنما نحن شحن للشريعة نمضي أوامرها [2]. وقوله: نحن نحفظ الطرق من لص وقاطع طرق والأذى الحاصل منهما قريب، أفلا نحفظ الدين ونمنع عنه ما يناقضه [3].
وقد رحم الله الأمة بأن هيأ لها قيادة صالحة تمثلت في السلطان نور الدين محمود الذي جمع من حوله العلماء والفقهاء وأشركهم في السلطة وأعاد لهم اعتبارهم الذي يستحقونه وسار على طريق الخلفاء الراشدين، فنهضت الأمة من جديد وتعافت من جراحها واستعادت قّوتها وأرضها ومقدساتها وكرامتها [4]، وصدق الشاعر عند ما قال:
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ... ولا سراة إذا جهالهم سادوا
والبيت لا يبتني إلا على عمد ... ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
فإن تجمع أوتاد وأعمدة ... يوماً فقد بلغوا الأمر الذي كادوا (5)

وحتى تخرج الأمة من أزمتها الزاهنة لابد من صلاح أولي الأمر بصنفيهم: الحكام والعلماء ولابد من تعاونهم ليكونوا فريقاً واحداً في قيادة واحدة تسير على نهج السلف الصالح وللأمة في تاريخها خير عظة وعبرة، ولها العبرة كذلك من الدول المتقدمة في الوقت الحاضر حيث تشكل مراكز البحوث والدراسات الكثيرة المختلفة الأغراض مرجعاً للحكام في تلك الدول لتنفيذ سياستهم وتحقيق مصالح بلادهم، وفي دولة العدو (إسرائيل) يضع أهل الفكر من العلماء الخطوط العريضة التي تسير عليهاحكومتهم في جميع المجالات [6].

3 - الاستفادة من المسيحيين: قال الذهبي في أحداث سنة 567هـ: وفيها هزم مليحّ بن لاون الأرمني السَّيسِنيُّ عسكر صاحب الروم وكان مصافياً لنور الدين، يبالغ في خدمته ويحارب معه الإفرنج ولما عوتب نور الدين في إعطائه سيْسَ، قال: أستعين به على قتال أهل ملته، وأُرِيحُ طائفة من جندي، وهو سُدُّ بيني وبين صاحب قسطنطينية [7]، وفي رواية لابن الأثير توضح بعد نظر نور الدين وحسن سياسته في هذا المجال فيقول ومن جيد الرأي ما سلكه مع مليح بن ليون ملك الأرمن صاحب الدروب، فإنه ما زال يخدعه ويستميله حتى جعله في خدمته سفراً وحضراً، وكان يقاتل به الفرنج وكان يقول: إنما حملني على استمالته أن بلاده حصينة وعرة المسالك، وقلاعه منيعة وليس لنا إليها طريق، وهو يخرج منها إذا

[1] دور نور الدين محمود في نهضة الأمة ص 232.
[2] إحياء علوم الدين (1/ 17).
[3] الكواكب الدرية في السيرة النورية ص 232.
[4] دور نور الدين محمود في نهضة الأمة ص 232.
(5) الشهب اللامعة ص 237 ..
[6] دور نور الدين في نهضة الأمة ص 233.
[7] سير أعلام النبلاء (21/ 72).
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 503
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست