responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 505
سهلاً، فلما طلب قادة نور الدين محمود منه مهاجمتها واحتلالها قال: أما المدينة فأمرها سهل وأما القلعة التي لها فهي منيعة لا تؤخذ إلا بعد حصار طويل وإذا ضيًّقنا عليهم، أرسلوا إلى صاحب القسطنطينية وملكوه إياها ومجاورة بوهيموند أمير أنطاكية أحب إلى من مجاورة ملك الروم [1]، وقبل ذلك عام 544هـ/1149م قضى نور الدين محمود على جيش أنطاكية وقتل أميرها في معركة إنَّب ([2]
ثم تقدم إلى أنطاكية وحاصرها فامتنعت ولم يضَّيق عليها الحصار بل تركها بعد ان جَّردها من أغلب حصونها الشرقية، وفي عام 554هـ/1159م وصل إمبراطور القسطنطينية بجيشه الكبير إلى أنطاكية في عرض واضح للقوة، وحاول أمراء الفرنجة استغلال وجوده مع جيشه الكبير فحّرضوه على مهاجمة حلب واحتلالها وكان نور الدين محمود يتابع الأحداث فأرسل سفارة إلى الأمبراطور واتفق مع على هدنه طويلة بين الطرفين، كما تم تبادل الهدايا، وأطلق نور الدين بعض الأسرى النصارى. وتدل هذه الحوادث الثلاثة على أن نور الدين محمود كان يتجنب إثارة إمبراطور القسطنطينية حتى لا يضطر إلى مواجهة عدوَّين في وقت واحد، وأنه كان يسعى لتحييد الأمبراطورية البيزنطية ودول أوروبا جميعهاً حتى تتغَّير الأوضاع، وتتوافر له الإمكانيات الكافية لمواجهة هذه الأطراف، إذا تدخلت عندما يّحول حزب الاستنزاف إلى حرب تحرير شاملة يقضي من خلالها على إمارات الفرنجة في بلاد الشام ويؤكد وجود هذه الاستراتيجية عند نور الدين محمود قوله عندما أرسل له صلاح الدين الأيوبي هدايا من الجواهر والتحف التي استولى عليها من قصور الفاطميين بعد إسقاط دولتهم عام 567هـ/1172م فقد قال: والله ما كان لنا حاجة إلى هذا وما وصل إلينا عشر معشار ما أنفقناه في العساكر التي جهزناها إلى مصر، وما قصدنا بفتحها إلا فتوح الساحل [3]. وقد حقق نور الدين فوائد كثيرة وإنجازات كبيرة من خلال حرب الاستنزاف التي شنها على الفرنجة طول فترة حكمه
(541هـ-569هـ) فقد استرجع منهم أكثر من خمسين مدينة وموقعاً وحصناً [4]، وجّرد إمارتي أنطاكية وطرابلس من جميع المواقع والحصون التي كانت لهما شرق نهر العاصي، وجعلهما، شريطاً ضيقاً على امتداد الساحل، واسترد بعض المواقع والحصون من مملكة بيت المقدس أهمها حصن بانياس جنوب غرب دمشق [5]، وألحق بالفرنج هزائم منكرة قتل فيها عشرات الآلآف من رجالهم وقادتهم وأمرائهم وأسر أكثر من ذلك، فانخفضت معنوياتهم، وصار همهم المحافظة على ما

[1] عيون الروضتين نقلاً عن دور نور الدين ص 146.
[2] ذيل تاريخ دمشق ص 304 ..
[3] سنا البرق الشامي ص 65 دور نور الدين في نهضة الأمة ص 147.
[4] الكواكب الدرية ص 213 دور نور الدين في نهضة الأمة ص 147.
[5] البداية والنهاية نقلاً عن دور نور الدين محمود ص 147.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 505
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست