responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 507
العسكري خلال فترة حكمه، فإننا نجد بأنه كان من أعظم الاستراتيجيين في زمنه، فقد بدأ حكمه لإمارة صغيرة تتألف من مدينة حلب وضواحيها. تواجه تهديداً خطيراً من قبل الغزاة الفرنجة، ومنافسة شديدة من قِبل الإمارات الإسلامية الأخرى في بلاد الشام، وبعد ثماني سنوات (سنة 549هـ/1154م وبعد استيلائه على دمشق) أصبح الحاكم الأقوى في المشرق الإسلامي ومن أقوى الحكام في العالم الإسلامي، والعالم كله، فلابد من قوة عسكرية توافرة لنورالدين، ولابد أنه أحسن إدامتها واستخدامها حتى تمكن من تحقيق إنجازه المذكور [1]. وتظهر ملامح استراتيجية العسكرية في النقاط التالية:
- التركيز على النوعية والفاعلية: اعتمد نور الدين على جيش نظامي كان صغير الحجم في بداية حكمه ولكنه كان منظماً وفعَّالاً، أن نور الدين بطبيعته يهتم بالنوعية أكثر من اهتمامه بالكمية رائده في ذلك الحكمة المأثورة: القوة القليلة أفضل من القوة الكثيرة المبعثرة [2]، فكان يحسن اختيار قادته وجنوده ويحسن إعدادهم وتدريبهم وتسليحهم، فيّعوض النقص في عددهم بزيارة فعّاليتهم، وزاد نور الدين في حوافزهم بزيادة مرتباتهم وإقطاعاتهم وتثبيت الإقطاع في أبنائهم في حالة استشهادهم، فكانوا يقولون: إنما هي أملاكنا نقاتل دونها (3)
وإذا كان أبناء الشهيد صغار عيّن لهم رجلاً أميناً يشرف على إقطاعهم حتى يكبروا، مما زاد في إخلاص الجند وحماسهم - ولائهم - فكان نور الدين يواجه أعداءه بجيشه الصغير غير مبال بكثرتهم وتفوقهم العددي، وينتصر عليهم فقد انتصر في معركة إنَّب سنة 544هـ/1150م على جيش إمارة أنطاكية وقتل أميرها بالرغم من تفوق العدو العددي، وكذلك في معركة حارم سنة 559هـ/1165م حقق انتصاراً ساحقاً على تجمع كبير من جيوش عديدة وكان هذا شأنه في أغلب معاركه مع الفرنجة وفي سنة 562هـ/1168م انتصر جيشه في مصر بألفين من الفرسان فقط بقيادة أسد الدين شيركوه على جيش الفرنجة بقيادة ملك القدس عموري، وجيش مصر بقيادة الوزير شاور في معركة البابين، وعندما أظهر بعض الجند تردداً أو تخوفاً قبل بدء المعركة بسبب كثرة عدد العدو وقلة عددهم قام أحد رجال نور الدين المعروفين بشجاعتهم وصاح فيهم: من يخاف القتل والجراح فلا يخدم الملوك والله لأن عدتم إلى الملك العادل من غير غلبه ولا عذر ليأخذن إقطاعكم وليعودن عليكم بجميع ما أخذتموه منه مُنذ خدمتموه إلى يومنا هذا ويقول لكم أتأخذون أموال المسلمين وتفرون من عدوهم وتسلَّمون الديار المصرية يتصرف بها الكفار [4].

[1] المصدر نفسه ص 192.
[2] دور نور الدين في نهضة الأمة ص 193.
(3) الباهر ص 168 دور نور الدين في نهضة الأمة ص 193 ..
[4] الباهر، نقلاً عن دور نور الدين في نهضة الأمة ص 193.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 507
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست