responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 510
الرئيسي في المجال العسكري تحرير بلاد الشام من الاحتلال الفرنجي، وبما أن الهدف يتطلب إمكانيات كبيرة جداً لم تكن متوفرة لنور الدين في بداية حكمه، فقد جعل لتحقيق هذا الهدف على مراحل كل مرحلة هدفها وخطتها المستقلة والتي تتكامل كلها مع بعضها في سبيل بناء القوة اللازمة لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي وقد فصلنا ذلك فيما مضى.
ب- العمل التعرضي: يعني هذا المبدأ مهاجمة العدو أولاً والمحافظة على زمام المبادرة وذلك بضرب العدو أولاً والمحافظة على زمام المبادرة وذلك بضرب العدو باستمرار وعدم إعطائه فرصة للاستراحة أو إعادة التنظيم ويظهر من سيرة نور الدين أنه كان مبادراً غالباً - وأنه احتفظ بزمام المبادرة في أغلب مواجهاته مع الفرنجة [1].
ج- الحشد: يعني هذا المبدأ تجميع قّوة ممكنة في المكان والزمان المناسبين لمواجهة العدو والتفوق عليه وقد طبق نور الدين مبدأ الحشد عدة مرات خلال مواجهاته مع الفرنجة [2].
د- المناورة: قابلية الحركة: يعني هذا المبدأ قدرة القوات على الانتقال بسرعة من مناطق التجمع والحشد إلى ميدان المعركة في الزمان والمكان المناسبين لها دون أن يتحقق ذلك للعدو، ثم للحركة ضمن ميدان المعركة بالشكل الذي يوفر للقوات فرصة أفضل لضرب العدو والقضاء عليه، وهذا ما كان يفعله نور الدين باستمرار في إطار تطبيقه لمبدأ العمل التعرضي، فكان يختار مكان المعركة ويسبق عدوه إليه وتميز جيشه بسرعة الحركة وسرعة التجاوب لأمر الحركة لأنه كان في حالة استنفار دائمة كما عبّر عن ذلك بنفسه في جوابه لصديقه الزاهد الذي لآمه على ممارسته للعبة كرة البولو وتعذيبه الخيل في اللهو واللعب، فكان من ضمن جوابه قوله: .. إنما نحن في ثغر والعدو منا قريب فربما وقع صوت فتكون الخيل قد أدمنت على سرعة الانعطاف بالكر والفر، فإذا طلبنا [3].
العدو أدركناه [4]. وكان الفرنجة أو في تنقل بين أطراف مملكته لتفقد أحوالها فهور في حركة مستمرة، وتعتبر حملاته على مصر من أروع الأمثلة على المناورة الاستراتيجية السعيدة كما أنها تميزت بالجرأة والسرعة وحسن التخطيط ودقة التنفيذ، ومن بين الحملات الثلاثة تميزت الثانية بأنها كانت سباقاً بين جيش نور الدين وجيش مملكة القدس على مصر، فكان السبق لجيش نور الدين الذي عبر النيل وجَّر والعدو إلى المكان الذي اختاره للمعركة فحقق انتصاراً باهراً، بالرغم من أن المسافة التي قطعها أبعد من تلك التي قطعها الجيش الفرنجي وأما المناورة في ميدان المعركة فقد كان نور الدين يوليها اهتماماً كبيراً، فكان يخطط للمعركة ويديرها ويشرف على القتال فإذا التحم

[1] دور نور الدين محمود في نهضة الأمة ص 196.
[2] المصدر نفسه ص 197.
[3] المصدر نفسه ص 198.
[4] الكواكب الدرية ص 55 الباهر ص 164.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 510
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست