responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 513
العملاء (العيون) الذين كانوا يحصلون على مرتبات ومكافآت وافرة مقابل ما يقدمونه، كوظيفة رسمية، بل كان له أصدقاء كثر من التجار والزهاد المتجولين في البلاد وبين الناس وكانوا يراسلونه باستمرار ويزودونه بالأخبار والأهم من هذا أنه كان يحصل على المعلومات عن الإمارات الفرنجية بطريقة تعرف في العلم العسكري الحديث باسم الاستطلاع بالقوة، فكان يرسل سرايا من جيشه ينتخبهم من الفرسان الأشداء إلى مناطق العدو ينفذون إغارات سريعة على مواقع العدو وحصونه ويتوغلون في بلاده وربما أقاموا معسكرات متنقلة سَّرية كلما اكتشفهم العدو وطاردهم انتقلوا إلى مكان آخر، ثم يعودون بعد فترة بالكثير من المعلومات وربما كان معهم بعض الأسرى من العدو يمكن الاستفادة من معلوماتهم أيضاً [1]، يمكن اعتبار حملته الأولى على مصر من باب الاستطلاع بالقوة للتعرف على أحوال مصر بالإضافة للمهمة الرئيسية التي كلفت الحملة بها [2].
ط- التقرُّب غير المباشر: طبق نور الدين هذا المبدأ عندما قّرر اتباع سياسة التدرّج في مواجهة العدو، فبدأ بأضعف الإمارات الفرنجية، إمارة تل باشر، بقايا إمارة الرها وبعد أن فرغ منها توجه بقوته نحو إمارة أنطاكية فجّردها من جميع الأراضي التي كانت تسيطر عليها شرق نهر العاصي، وتحّول إلى إمارة طرابلس ففعل بها مثل ذلك، وعندما حان وقت توجيه الضربة القاضية لمملكة بيت المقدس كانت خطته تقضي بالبدء من حصن الكرك الذي كان يعد نقطة ضعف بالنسبة لمملكة القدس، بالرغم من مناعته، كحصن، ولكنه يقع في أطراف المملكة ولا بد لإنقاذه من توجه الجيش الفرنجي إلى منطقة الكرك مما يسهل على نور الدين اختيار مكان المعركة وجّر العدو إليها ([3]
ويظهر بوضوح تطبيق نور الدين لمبدأ التقرب غير المباشر في تعامله مع الإمارات الفرنجية في بلاد الشام، خلال حملاته الثلاث على مصر فقد كان يستغل توجه جيش مملكة القدس إلى مصر ويهاجم إمارة أنطاكية أو إمارة طرابلس أو أراضي مملكة بيت المقدس ليحقق تخفيف الضغط عن جيشه في مصر من جهة، ويحقق انتصارات ومكاسب في موقف يعتبر العدو فيه ضعيفاً من جهة أخرى، ففي عام 559هـ/1164م وبينما كان جيش مملكة القدس والجيش المصري يحاصران جيش نور الدين في بلبيس، توجه نور الدين بالقوات التي تجمعت لديه من الموصل والجزيرة إلى مدينة حارم وحاصرها فتجمعت جيوش الفرنجة من أنطاكية وطرابلس بالإضافة إلى الحامية البيزنطية في أنطاكية لإنقاذها، وهذا ما كان يخطط له نور الدين فسحق هذه الجيوش وأسر

[1] دور نور الدين في نهضة الأمة ص 202.
[2] المصدر نفسه ص 202.
[3] المصدر نفسه ص 203 ..
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 513
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست