responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 518
لاستغلال مواردها، علماً بأن الصهيونية كانت وما زالت تعتبر إقامة دولة إسرائيل في فلسطين مرحلة أولى لتتوسَّع في المراحل اللاحقة وتشمل أغلب منطقة المشرق العربي الإسلامي، وقد احتفظت بهذا الهدف لنفسها دون شركائها في الغزو [1] قال الجنرال اللنبي قائد القوات البريطانية في فلسطين بعد احتلال القدس عام 1917م: الآن انتهت الحروب الصليبية [2] وقال الجنرال غورو قائد القوات الفرنسية التي احتلت لبنان وسوريا عام 1920م بعد احتلال دمشق: هاقد عدنا يا صلاح الدين [3]، ويظهر من كلام القائدين المذكورين أن فكرة غزو المشرق العربي الإسلامي لم تبارح أذهان الأوروبيين وخاصة البريطانيين والفرنسيين منُذ الحروب الفرنجية في العصور الوسطى وأن بريطانيا وفرنسا تعتبران احتلالهما للمشرق الإسلامي خلال الحرب العالمية الأولى امتداداً للحروب الفرنجية ومن الجدير بالذكر أن الفرنجة أطلقوا على مملكة بيت المقدس اسم: فرنسا ما وراء البحار، باعتبارها امتداد للوطن الفرنسي الأم (4)
علماً بأن أغلب جيوش الحملة الفرنجية الأولى خرجت من فرنسا، ولا ننسى أن الفرنسيين أطلقوا على مستعمراتهم في الجزائر، والشرق اسم فرنسا ما وراء البحار [5] ولابد أن الصهيونية العالمية وبريطانيا وفرنسا استلهمت الكثير من تاريخ الصليبية وأحداثها في تخطيط المشروع الإسرائيلي وتنفيذه.

12 - التشابه في الأساليب بين الغزو الصليبي والاحتلال الصهيوني: أقام الفرنجة إماراتهم في المناطق التي احتلّوها بالقوة العسكرية في بلاد الشام وإمارة الرها في أعالي الفرات، وقاموا بتوسيع إماراتهم على حساب الإمارات الإسلامية المجاورة بفعل العسكرية، وكذلك فعل اليهود الصهاينة، فقد فيأت لهم شريكتهم بريطانيا الظروف المناسبة في فلسطين لبناء قوتهم العسكرية التي مكنتهم من احتلال الأرض وتأسيس دولتهم عام 1948م، ثم استمروا ببناء قوتهم العسكرية المتفوقة حتى تمكنوا من توسيع رقعة دولتهم على حساب الدول العربية المجاورة عام 1967م، ولا يزالون حتى الوقت الحاضر حريصين على تحقيق التفوق العسكري في المنطقة لأنهم يعلمون علم اليقين أن تغيير موازين القوى لصالح الدول العربية يعني زوال دولتهم من الوجود، تماماً كما حصل مع الفرنجة الذين قامت إمارتهم بفعل القوة العسكرية، فلما تّغيرت موازين القوة لصالح المسلمين زالت إماراتهم من الوجود ولذلك تبذل إسرائيل كل جهودها وتسعى الصهيونية العالمية بكل طاقاتها من خلال نفوذها في الدول العظمى، لحرمان الدولة الإسلامية من امتلاك الأسلحة المتطورة أو بناء قوة عسكرية متفوقة يمكن أن تشكل خطراً على إسرائيل فإذا ما ظهرت قوة إسلامية يمكن أن تشكل خطراً عليها بادرت إسرائيل بشن الحرب لتدمير هذه القوة

[1] دور نور الدين محمود في نهضة الأمة ص 222.
[2] أبعاد في المواجهة الشعربية الإسرائيلية ص 280.
[3] دور نور الدين محمود في نهضة الأمة ص 222.
(4) الحروب الصليبية د. قاسم عبده ص 7 ..
[5] دور نور الدين محمود في نهضة الأمة ص 222.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 518
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست