responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 528
من أهل السنة، بل إن الطلبة الذين يدرسون التاريخ الإسلامي يذكرون المعز لدين الله الفاطمي وكأنه بطل من أبطال التاريخ، وهذا كله نتيجة لغياب التفسير العقدي الإسلامي لتاريخنا، بل إن بعض المؤرخين الذين كتبوا لنا التاريخ تأثروا بمدارس الاستشراق، أو بالفكر الشيعي الرافضي، وبذلك لهم الأموال لطمس الحقائق وتزوير التاريخ، ولا زال الصراع الباطني والإسلامي ممتداً إلى يومنا هذا، فالأفكار لا تموت وإنما تتغير الأشكال والوجوه والمسوح وأن أعداء الإسلام لا يزالون يعلمون سراً وإعلاناً ليلاً ونهاراً للقضاء على العقيدة الصحيحة التي تلقتها الأمة من الحبيب المصطفى وأصحابه الغر الميامين وأهل بيته الطاهرين الطيبين رضي الله عنهم أجمعين.

3 - أساليب المغاربة في مواجهة الدولة الفاطمية العبيدية: لقد سلك علماء السنة المغاربة في مقاومة التشيع أساليب عديدة، منها المقاومة السلبية، والمقاومة الجدلية والمقاومة المسلحة، وكانت هناك أنواع أخرى من المقاومة الجدلية والمقاومة المسلحة، وكانت هناك أنواع أخرى من المقاومة، مثل عن طريق التأليف وعن طريق نظم الشعر .. إلخ.
أ- المقاومة السلبية: أولى الوسائل التي استعملها علماء المغرب السنة التي قاطع بها علماء المغرب كل ماله صلة بالتشيع، أو بالحكم القائم وتمثلت تلك المقاطعة في مقاطعة قضاة الدولة وعمالها، ورفض من استطاع منهم دفع الضرائب لها [1] ومن مظاهر هذه المقاومة مقاطعة حضور صلاة الجمعة التي كانت مناسبة للعن أصحاب رسول الله على المنابر: فتعطلت بذلك الجمعة دهراً بالقيروان [2]، ومنهم من اكتفى بالدعاء عليهم كما فعل الواعظ عبد الصمد [3]، وكما كان يفعل أبو إسحاق السبائي الزاهد إذا رقى رقية يقول بعد قراءة الفاتحة وسورة الإخلاص والمعوذتين: وببغضي في عبيد الله وذريته، وحبي في نبيك وأصحابه وأهل بيته أشف كل من رقيته [4] ومن مظاهر المقاومة السلبية أيضاً: مقاطعة كل من يسير في ركب السلطان واعتزاله وكل من كانت له صلة بهذا السلطان أو سعى إلى تبرير وجوده عملاً بقوله تعالى: " لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حادَّ الله ورسوله ولو كانوا ءاباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم " (المجادلة، آية: 22). فهذا خلف بن أبي القاسم البراذعي (ت نحو 400هـ) [5] قام عليه فقهاء القيروان بصلته بملوك بني عبيد وقبوله هداياهم وتأليفه كتابا في تصحيح نسبهم، وزادت النقمة عليه عندما وجدوا بخطه الثناء على

[1] البيان المغرب (1/ 277).
[2] معالم الإيمان (3/ 237).
[3] معالم الإيمان (3/ 71).
[4] جهود علماء المغرب في الدفاع عن عقيدة أهل السنة ص 324.
[5] المصدر نفسه ص 324.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 528
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست