responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 549
بصحبه ابن أخيه صلاح الدين يوسف بن أيوب الذي كان يناهز السابعة والعشرين من عمره وسار على الطريق المحَّدد للحملة، والذي يمر عبر أراضي يسيطر عليها الصليبيون [1] وحتى يصرف أنظارهم عن التعرض للحملة، وتأميناً على حياة أفرادها تصرف نور الدين محمود على محورين:
الأول: أنه رافق الحملة بجيشه إلى ما يلي دمشق للحيلوه دون التعرض لأفرادها.
الثاني: راح بها جم الأطراف الشمالية لمملكة بيت المقدس المجاورة لدمشق لتحويل أنطار الصليبيين عن مصر [2] وسار أسد الدين شيركوه على رأس جيشه الكثيف عبر الصحراء، بصحبة شاور، فعبر الكرك ومر بالشوبك ثم أيلة، فالسويس ومنها إلى القاهرة وقد بلغ من السرعة في سيره أنه أجتاز برزخ السويس قبل أن يستعد الصليبيون للتدخل، فأرسل صرغام قوة عسكرية بقيادة أخ له يدعى ناصر الدين، للتصدي لزحفه، أسفر لقاء الطرفين في بلبيس عن انتصار واضح لأسد الدين شيركوه وتراجع ناصر الدين مهزوماً إلى القاهرة، فطارده أسد الدين شيركوه ووصل في أواخر جمادي الآخر إلى العاصمة المصرية، فخرج إليه ضرغام بكل ما يملك من قوة لإدراكه بأن هذه المعركة هي معركته الأخيرة وجرى اللقاء تحت أسوار القاهرة: اتسمت المعركة بالعنف وانتهت بانتصار أسد الدين شيركوه بعد أن تخلىَّ الجيش والناس والخليفة عن ضرغام، وقتل أثناء محاولته الفرار قرب مشهد السيدة نفيسة - المزعوم - في شهر رجب 559هـ/ شهر حزيران 1164م كما قتل أخوه ناصر الدين ودخل أسد الدين شيركوه القاهرة منتصراً وأعاد شاور إلى منصبه في الوزارة، ثم أقام معسكره خارجها [3].
وبعد أن ضمن شاور عودته إلى منصب الوزارة عاد إلى طبيعته التي اتصف بها - من المكر والخداع - ليدخل في صراع جديد مع أسد الدين شيركوه، فأساء معاملة الناس وتناسى وعوده لنور الدين محمود بل سرعان ما ظهرت عليه إمارات الغدر فنقض اتفاقيته معه، وطلب من شيركوه الخروج من مصر وأن يعود فوراً مع قواته إلى بلاد الشام، لكن هذا الأخير رفض الإستجابة لطلبه، وردَّ على موقفه المتقلب، فسارع إلى الاستيلاء على بلبيس وحكم البلاد الشرقية [4]، ولم يَسَعْ شاور إلا أن يستنجد بالملك عموري الأول الذي كان يتأهب للزحف على مصر، وأخذ يخوَّفه من نور الدين محمود وعرض عليه أن:

[1] النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية ص 76.
[2] تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام ص 329.
[3] المصدر نفسه ص 329.
[4] الباهر ص 121 - 122 تاريخ الزنكيين في الموصل ص 330.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 549
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست