responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 566
وخرج مع القافلة التي سافر فيها نجم الدين أيوب عدد كبير من التجار وأصحاب المصالح في مصر، فخشي نور الدين على القافلة من الفرنجة وسار بجيشه إلى الكرك، وحاصرها حتى أطمأت إلى اجتياز القافلة لمنطقة الخطر فتركها وعاد إلى دمشق [1] ووصل والد صلاح الدين نجم الدين أيوب إلى القاهرة في الرابع والعشرين من رجب سنة خمس وستين وخمسمائة وخرج العاضد - صاحب القصر لإستقباله وبالغ في احترامه والإقبال عليه واتفق لأيوب مع ولده صلاح الدين يوسف شبيه ما اتفق ليعقوب مع ابنه يوسف - عليهما السلام - حين قدم على ولده ووجده متملكاً للديار المصرية وقال: " أدخلو مصر إن شاء الله آمنين " (يوسف، آية: 99). وذكر أنه لما خرج ولده الملك الناصر صلاح الدين والخليفة العاضد إلى لقائه واجتمعا به قرأ بعض المقرئين: " ورفع أبويه على العرش وخّروا له له سُجَّداً وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل " (يوسف، آية ك 100). ولما اجتمع صلاح الدين بأبيه سلك معه من الأدب ماجرت به عادته وفوَّض إليه الأمر كله، فأبى ذلك عليه أبوه وقال: يا ولدي ما أختارك الله لهذا الأمر إلا وأنت كفؤ له، فلا ينبغي أن تغير مواقع السعادة [2]، فحكمَّه في الخزائن بأسرها وأنزاله اللؤلؤة المطلة على خليج القاهرة [3] وفي ما حدث لصلاح الدين من اجتماعه بوالده وأهله قال عمارة اليماني:
من شاكر والله أعظم شاكر ... ما كان من نعمى بني أيوب
طلب الهدى نصراً فقال وقد أتوا ... حسبي فأنتم غاية المطلوب
جلبوا إلى دمياط عند حصارها ... عزّ القوي وذلة المغلوب
وحِلوا عن الإسلام فيها كربة ... لو لم يجلّوها أتت بكروب
فالناس في أعمال مصر كلها ... عُتقاؤهم من نازح وغريب
إن لم تظن الناس قشراً فارغاً ... وهم اللباب فأننق غيرُ لبيب
صحت به مصر وكانت قبله ... تشكو سقاماً لم يعُن بطبيب
عجباً لمعجزة أتت في عصره ... والدهر ولاّد لكلَّ عجيب
رد الإله به قضية يوسف ... نسقاً على ضرب من التقريب
جاءته إخوته ووالده إلى ... مصر على التدريج والترتيب (4)

[1] دور نور الدين محمود في نهضة الأمة ص 116.
[2] مفرج الكروب (1/ 186).
[3] المصدر نفسه ص (1/ 186).
(4) عيون الروضتين (1/ 301، 302).
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 566
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست