responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 595
طهارة طاب منها ... أصل وفرع وذكر (1)
قال: وفي يوم العيد يوم الأحد ركب نور الدين على الرّسم المعتاد محفوفاً من الله بالإسعاد، مكنوفاً من السماء والأرض بالأجناد، والقدر يقول له: هذا آخر الأعياد ووقف في الميدان الأخضر الشمالي لطعن الحلق، ورمي القبق وكان قد ضرب خيمته في الميدان القبلي الأخضر، وأمر بوضع المنبر. وخطب له القاضي شمس الدين ابن الفَّراش قاضي العسكر، بعد أن صلَّى به وذكَّر، وعاد القلعة، طالع البهجة بهيج الطلعة، وأنهب سِماطه العام على رَسْم الأتراك، وأكابر الأملاك، ثم حضرنا على خوانه الخَاص، وله عقد كمال مصون من الانتقاض والانتقاص [2]، ... وفي يوم الاثنين ثاني العيد بكَّر وركب وجمَّل الموكب ... ودخل الميدان والعظماء يسايرونه، والفهماء يحاورونه، وفيهم همام الدَّين مودود، وهو في الأكابر معدود، وكان قديماً في أوّل دولته وإلى حلب وقد جّرب الدهر بحنتكه .. فقال لنور الدين في كلامه عظة لمن يغتر بأيامه: هل نكون ههنا في مثل هذا اليوم في اليوم في العام القابل؟ فقال نور الدين: قل هل نكون بعد شهر، فإنَّ السِنة بعيدة، فجرى على منطقها ما جرى به القضاء السَّابق، فإن نور الدين لم يصل إلى الشهر والهمام لم يصل إلى العام، ثم شرع نور الدين في اللغب بالكُرة مع خّواصه، فاعترضه في حاله أمير آخر اسمه يَرَنْقُشى وقال له: ياش [3]، فأحدث له الغيط والاستيحاش، واغتاظ على خلاف مذهبه الكريم، وخلقه الحليم، فزجره وزبره ونهاه ونهره، وساق ودخل القلعة ونزل، واحتجب واعتزل، فبقي أسبوعاً في منزله، مشغولاً بنازله، مغلوباً عن عاجلة بحديث آجله والنَّاس من الختان لا هون بأوطارهم في الأوطان، فهذا يروح بجوده، وذاك يجود بروحه، فما انتهت تلك الأفراج إلاَّ بالأتراح، وما صلح الملك بعده إلا بملك الصالح [4].
قال: واتصل مرض نور الدين وأشار عليه الأطباء بالقصد فامتنع، وكان مهيباً فما روجع، وانتقل حادي عشر شوال يوم الأربعاء من مربع الفناء إلى مرتع البقاء ولقد كان من أولياء الله المؤمنين وعباده الصالحين [5]، وكانت وفاة نور الدين رحمه الله تعالى بسبب خوانيق اعتزته عجز الأطباء عن علاجها ([6]) " وقد توفي يوم الأربعاء الحادي عشر من شّوال سنة تسع وستين وخمسة مئة" ودفن بقلعة دمشق ثم نقل إلى تربة تجاور مدرسته التي بناها لأصحاب أبي حنيفة رحمه الله جوار الخوَّاصين في الشارع الغربي رحمه الله
تعالى [7]. وكان رحمه الله حريصاً على الشهادة وكان يقول: طالماً تعرضت

(1) كتاب الروضتين (2/ 308).
[2] المصدر نفسه (2/ 308).
[3] كتاب الروضتين (2/ 308).
[4] المصدر نفسه (2/ 309).
[5] المصدر نفسه (2/ 310).
[6] المصدر نفسه (2/ 313).
[7] سير أعلام النبلاء (20/ 537).
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 595
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست