نام کتاب : عصر الخلافة الراشدة محاولة لنقد الرواية التاريخية وفق منهج المحدثين نویسنده : العمري، أكرم جلد : 1 صفحه : 471
وقد أنقذ معاوية بتأويله للنص معنويات الجند الشامي، كما أنقذ معنويات قائده عمرو بن العاص الذي تبنى هذا التأويل بعد أن كان قد تملكته الرهبة، بل مضى يتأول حديثاً آخر كان يرويه: "إن قاتله وسالبه في النار. فقيل له: هو ذا أنت تقاتله؟ فقال: إنما قال قاتله وسالبه" [1]. أي أن النص مخصص بالقاتل الفعلي وحده وإذا نفع التأويل في إقناع الشاميين، فإن مقتل عمار أذكى حماسة العراقيين فقد بان لهم بمقتله أن علياً محق، وأن معاوية باغ، وما في ذلك من دلائل النبوة [2]. ويبدو أن النصر لاح لهم بعد قتال شديد دام ثلاثة أيام بلياليها [3]. وقد التزم كلُّ من الطرفين بأحكام قتال البغاة، قال أبو أمامة- وهو صحابي شاهد عيان-: "شهدت صفين فكانوا لا يجهزون على جريح ولا يطلبون مولياً ولا يلبسون قتيلاً" [4].
وقال أبو فاختة (ت (90) هـ) - شاهد عيان ثقة-: "حدثني جار لي قال: أتيت علياً بأسير يوم صفين، فقال لي: أرسله، لا أقتله صبراً، إني أخاف الله رب العالمين، أفيك خير؟ بايع. وقال للذي جاء به: لك سلبه" [5].
وقدَّر محمد بن سيرين (تابعي كبير ت (110) هـ) عدد القتلى في صفين "بسبعين ألفاً، فما قدروا على عدِّهم إلا بالقصب، وضعوا على كل إنسان قصبة، ثم [1] أحمد: السند (الفتح الرباني 23: 143 بسند صحيح). وابن سعد: الطبقات الكبرى 3: 260 بسند صحيح. [2] ابن كثير: البداية والنهاية 7: 267. [3] ابن كثير: البداية والنهاية 7: 272 - 273. [4] ابن سعد: الطبقات 7: 411، والحاكم: المستدرك 2: 155 وصححه الألباني (إرواء الغليل 114:8). [5] عبد الرزاق: المصنف 10: 124 بإسناد صحيح، وسعيد بن منصور: السنن 2: 339
نام کتاب : عصر الخلافة الراشدة محاولة لنقد الرواية التاريخية وفق منهج المحدثين نویسنده : العمري، أكرم جلد : 1 صفحه : 471