responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 135
لهم في ذلك الوقت فيقول فيها: لقد أمرتهم، فأطعت، وما كان لمن أصدر الأمر من سلطة، جعلت طاعتي مثمرة، فلم أكد أفتح فمي وأتحدث حتى تكاثر الصليبيون، فلا حصر لعددهم، فالقرى والمدن هجرها سكانها، فلا تكاد رجلاً واحداً لكل سبع نساء ويصادفك في كل مكان الأرامل اللائي لا زال أزواجهن أحياء [1]. وبعد ذلك أخذ الحماس يزداد عند القديس برنارد بعد النجاح الذي أحرزه في فرنسا، فأخذ يطوف أقاليم ألمانيا مؤملاً أن يجتذب الألمان للإشتراك في هذه الحملة وقد نجح إلى حد كبير في التأثير على كونراد الثالث ملك ألمانيا للانضمام إلى الحرب المقدسة، ويطلب منهم أن يقوموا بشرح الإعلان البابوي الذي بعث البابا إلى كافة مدن أوروبا من أجل أن يتحمل الجميع مسؤولية مساعدة الأرض المقدسة بفلسطين والعمل على تحريرها ([2]
واستقر رأي المشاركين في هذه الحملة على مهاجمة دمشق واحتلالها واشترك رجال الدين المسيحي جنباً إلى جنب مع الجند في حصار دمشق فكان مع الملك الألماني كونراد قسيس عجوز يدعى الياس، طويل اللحية، يعتقدون به، فلما حاصروا دمشق، ركب هذا القسيس حماره وعلق على عنقه صليبياً وحمل في يده صليبيا وجمع القساوسة بالصلبان وركب الملوك والفرسان بين يديه، ولم يتخلف من الصليبيين المشاركين في الحصار أحد إلا من تركوه لحفظ الخيام. ووقف هذا القسيس أمام الجميع وهو يتقدهم قائلاً: لقد وعدني المسيح أني أفتح اليوم دمشق ولا يردني أحد. ولكن باءت نبؤته بالفشل إذ هاجمه أحد شباب المجاهدين فقتله وقتل حماره (3)

5 - انتصار دمشق على الحملة الصليبية الثانية: في ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة نازلت الفرنج دمشق في عشرة آلاف فارس وستين ألف راجل، فخرج المسلمون في دمشق للمصاف فكانوا مائة وثلاثين ألف رجل وعسكر البلد، فاستشهد نحو المائتين، ثم برزوا في اليوم الثاني فاستشهد جماعة، وقتل من الفرنج عدد كثير، فلما كان في اليوم الخامس وصل غازي بن أتابك، وأخوه نور الدين في عشرين ألفا إلى حماه، وكان أهل دمشق في الاستغاثة والتضّرع إلى الله تعالى، وأخرجوا المصحف العثماني إلى صحن الجامع، وضجَّ الناس والنساء والأطفال - مكشفي الرؤوس، وصدقوا الافتقار إلى الله، فأغاثهم [4] وقال تعالى: "أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء" (النمل، آية: ... ). وكان من أسباب الله التي جعل فيها النصر لأهل دمشق وصول جيوش الموصل وحلب في

[1] المصدر نفسه ص 255.
[2] دور الفقهاء والعلماء المسلمين في الشرق الأدنى ص 255 ..
(3) المصدر نفسه ص 255.
[4] شذرات الذهب (6/ 219).
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست