responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 156
وكانت بداية رحلة المعز نحو مصر في 362هـ وقتل ابن هانئ في برقة في رجب سنة 362هـ وهو في الثانية والأربعين من عمره ووجدوا جثته مرمية رمي الكلاب على ساحل بحر برقة وتأسف المعز على قتله وقال: هذا الرجل كنا نرجو أن نفاخر به شعراء المشرق فلم يقدر لنا ذلك [1]، واستمر المعز في سيره حتى قارب الحدود المصرية، ووصل الإسكندرية يوم 23 من شعبان سنة 362هـ واستقبلته وفود عظيمة من أعيان القادة والزعماء والحكام في مصر وامتد ملك المعز من سبته بالمغرب إلى مكة بالمشرق ياتمر بأوامره سكان سواحل المحيط الأطلنطي وبقي المعز في مصر سنتين ونصف وتوفي بالقاهرة في السابع من ربيع الأول سنة 365هـ ودامت ولايته بإفريقية ومصر ثلاثاً وعشرين سنة [2].

قال الذهبي: ظهر في هذا الوقت الرفض وأبدى صفحته وشمخ بأنفه في مصر والشام والحجاز والغرب بالدولة العُبيدية، وبالعراق والجزيرة والعجم بني بوُيَه، وكان الخليفة المطيع ضعيف الرتبة مع بني بويه وضعف بدنه ثم أصابه فالج، وخَرَسٌ فعزلوه، وأقاموا ابنه الطائع لله، وله السكة والخطبة، وقليل من الأمور فكانت مملكة المعز أعظم وأمكن [3].

5 - زوال الدولة الفاطمية من شمال إفريقيا: استطاع بعض فقهاء المالكية أن يصلوا إلى ديوان الحكم في دولة صنهاجة التابعة للدولة الفاطمية بمصر وأثروا في بعض الوزراء والأمراء - الذين كان لهم الفضل بعد الله في تخفيف ضغط الدولة على علماء أهل السنة واستطاع العلامة أبو الحسن الزجال أن يؤثر في الأمير المعز بن باديس الصنهاجي في تربيته على منهج أهل السنة، وأعطت هذه التربية ثمارها بعدما تولى المعز إفريقية في ذي الحجة سنة 406هـ وكان عمل العلامة أبو الحسن في السر بدون أن يعلم به أحد من الشيعة الرافضة وكان هذا العالم فاضلاً ذا خلق ودين وعقيدة سليمة ومبغض للمذهب الشيعي الباطني واستطاع أن يغرس التعاليم الصحيحة في نفسية وعقلية وفكر المعز بن باديس الذي تّم على يديه القضاء على مذهب الشيعة الإسماعيلية في الشمال الإفريقي وقد وصف الذهبي المعز باديس فقال: وكان ملكاً مهيباً، وسرَّيا شجاعاً عالي الهمة، محباً للعلم، كثير البذل، مدحه الشعراء وكان مذهب الإمام أبي حنيفة قد كثر بإفريقية فحمل أهل بلاده على مذهب مالك حسماً لمدة الخلاف، وكان يرجع إلى الإسلام، فخلع

[1] الفتح العربي في ليبيا ص 362.
[2] المصدر نفسه ص 362.
[3] سير أعلام النبلاء (15/ 113، 114).
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست