responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 173
محفوفة بالأخطار، فالصليبيون الذين كانوا على طريقهم رابضين في الكرك والشوبك قد ينقصُّون عليهم وينكَّلون بهم، وهم بعيدون عن مناطقهم، والبدو يلاحقونهم وينقلون أخبارهم إلى الصليبيين، وكان عليهم أن يغيَّروا طريق سيرهم أحياناً للتخّفي، كما عرقلت الطبيعة زحفهم، إذ أن عاصفة رملية عنيفة هبَّت عليهم وقضت على عدد من الرجال وبعض الزاد وعلى الرغم من ذلك واصلوا رحلتهم إلى مصر وتوافر لشاور من الوقت ما جعله يستنجد مجَّدداً بعموري الأول، إذ أيقن من استقراء الأحداث، أن أسد الدين شيركوه إذا قدم إلى مصر هذه المرة، فإنه سوف يبقى فيها ولا يغادرها، لذلك، فإنه لم يتوان عن الاتصال بملك بيت المقدس والتفاوض معه، موضحاً له الخطر، الذي يمثله نور الدين محمود على مملكة بيت المقدس لو نجح في امتلاك مصر. رحَّب عموري الأول بدعوة شاور طمعاً في امتلاك مصر وإبعاد نور الدين محمود وجيوشه عنها، حتى لا يتمكَّن من تطويق مملكته التي ستصبح في وسط ممتلكات نور الدين محمود (1)
وقبل أن تستكمل الاستعدادات وردت الأنباء بأن أسد الدين شيركوه يجتاز صحراء سيناء، فلم يسع عموري الأول إلا أن يرسل ما تيسر الحصول عليه من الجند لعرقلة تقدمه، غير أن هذا التدبير جاء [2] متأخراً. وعلى الرغم من أن جيش أسد الدين شيركوه تعرَّض لعاصفة رملية عرقلت تقدمه، وكادت تقضي على أفراده، فإنه وصل سالماً إلى برزخ السويس في شهر ربيع الآخر/أوائل شهر شباط) وعلم أسد الدين شيركوه بأن جيشاً صليبياً شرع في الزحف باتجاه مصر، عندئذ اجتاز الصحراء باتجاه الجنوب الغربي ليتفادى مواجهة مبكرة مع الصليبيين حتى بلغ نهر النيل عند إطفيح على مسافة أربعين ميلاً جنوبي القاهرة [3] ثم عبر إلى الضفة الغربية والتزمها في سيره حتى وصل إلى الجيزة وعسكر بمواجهة الفسطاط، وتصَّرف في البلاد الغربية وحكمها نيفاً وخمسين يوماً (4)

أ- حملة عموري الثالثة على مصر والمفاوضات الصليبية الفاطمية:
خرج عموري الأول من بيت المقدس في شهر ربيع الأول عام 562هـ/شهر كانون الثاني عام 1167م متوجهاً إلى مصر في حملته الثالثة على هذا البلد، واجتاز الطريق المألوف من غزة إلى العريش، ثم اخترق الصحراء إلى بلبيس وارتاع شاور من ظهوره المفاجئ وساوره القلق لعدمَ التنسيق معه، ويبدو أنه لم يكن على علم بوصول شيركوه إلى إطفيح، ولم يطمئن إلا عندما أرسله كشافته إلى الصحراء للوقوف على حقيقة الوضع، عندئذ خرج لاستقبال الملك

(1) مفروج الكروب (1/ 149) تاريخ الزنكيين في الموصل ص 343 ..
[2] تاريخ الزنكيين في الموصل ص 343.
[3] الكامل في التاريخ نقلاً عن تاريخ الزنكيين في الموصل ص 343.
(4) الكامل في التاريخ نقلاً عن تاريخ الزنكيين ص 344.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست