responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 188
ووجده متملكاً للديار المصرية وقال: "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" (يوسف، آية: 99). وذكر أنه لما خرج ولده الملك الناصر صلاح الدين والخليفة العاضد إلى لقائه واجتمعا به قرأ بعض المقرئين: " ورفع أبويه على العرش وخرّوا له سُجَّداً وقال يا أبت هذا تأويل رؤياى من قبل" (يوسف، آية: 100). ولما اجتمع صلاح الدين بأبيه سلك معه من الأدب ما جرت به عادته وفَّوض إليه الأمر كله، فأبى ذلك عليه أبوه وقال: يا ولدي ما اختارك الله لهذا الأمر إلا وأنت كفؤ له، فلا ينبغي أن تغير مواقع السعادة [1]، فحكَّمه في الخزائن بأسرها، وأنزله اللؤلؤة المطلة على خليج القاهرة [2] وفي ما حدث لصلاح الدين من اجتمع بوالده وأهله قال عمارة اليماني:
من شاكر والله أعظم شاكر
ما كان من نعمى بني أيوب ... طلب الهدى نصراً فقال وقد أتوا
حسبي فأنتم غاية المطلوب
جلبوا إلى دمياط عند حصارها
عزّ القوي وذلة المغلوب ... جلوا عن الإسلام فيها كربة
لو لم يجلّوها أتت بكروب ... فالناس في أعمال مصر كلها
وعُتقاؤهم من نازح وغريب ... إن لم تظن الناس قشراً فارغاً
وهم اللباب فأنت غيُر لبيب
صحت به مصر وكانت قبله
تشكو سقاماً لم يُعن بطبيب ... عجباً لمعجزة أتت في عصره
والدهر ولاّد لكلَّ عجيب

رد الإله به قضية يوسف ... نسقاً على ضرب من التقريب
جاءته إخوته ووالده إلى ... مصر على التدريج والترتيب (3)
وحُكي أنه لم اجتمع صلاح الدين بوالده في دار الوزارة، وقعدا على طراحة واحدة، ذكر نجم الدين أن صلاح ولد ليلة إخراجه من قلعة تكريت قال: فتشاءمت له وتطيرت لما جرى علي وكان معي كاتب نصراني فقال: يا مولاي من يدريك أن هذا الطفل يكون ملكاً عظيماً عظيم الصيت جليل المقدار. قال فعطفني كلامه عليه. فتعجبت الجماعة من هذا الاتفاق رحمة الله عليهم أجمعين [4] وقد توفي نجم الدين أيوب في 568هـ فقد ركب نجم

[1] مفرج الكروب (1/ 186).
[2] المصدر نفسه (1/ 186).
(3) عيون الروضتين (1/ 301، 302).
[4] المصدر نفسه (1/ 304).
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست