responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 200
- عمارة بن علي اليمني الشاعر:
قال عنه الذهبي: أبو محمد، عمارة بن علي بن زيدان الحكمُّي المذحجي اليمني الشافعي الفرضي، الشاعر، صاحب الديوان المشهور ولد سنة خمس عشرة وخمس مئة وتفقَّه بزبيد مدةً، وحج سنة تسع وأربعين ونفّذه أمير مكة قاسم بن فليته رسولاً إلى الفائز بمصر فامتدحه بالشعر. وكان واضح الاعتقاد في أبي بكر وعمر، فقد حكى عمارة أن الصالح بن رُزَّيك فاوضه وقال ما تعتقد في أبي بكر وعمر؟ قلت: أعتقد أنه لولاهما لم يبقَ الإسلام علينا ولا عليكم، وأنّ محبتهما واجبة. فضحك، وكان مرُتاضاً حصيفاً، قد سمع كلام فقهاء النسة قال الذهبي: هذا حلم من الصالح على رفضه [1].
وقال ابن واصل في سبب موالاة عمارة اليمني للفاطميين: وكان عمارة بن علي اليمني شديد التعصب لهم، لأنه قدم عليهم من اليمن فأحسنوا إليه وخّولوه، فرعى ذلك ووفي لهم، والإنسان - كما قيل - صنيعة الإحسان، ولم يكن على مذهبهم وإنما كان شافعياً وسنياً، فلما زال أمرهم رثاهم بأحسن الشعر وذبَّ عنهم باللسان إذ لم يمكنه الذبّ عنهم باليد؛ ثم لم تحرك جماعة في عَوْد الأمر إليهم، كان من جملة المساعدين على ذلك، شكراً لهم على إحسانهم إليه، فأدى به ذلك إلى أن شُنق [2]، كما مّر ذكره - وقد ذكر عماره مبيانته لمذهب القوم في قصيدة يقول فيها:
أفاعيلهم في الجود أفعال سُنَّةٍ
وإن خالفوني في اعتقاد التشيع (3)

وقد علق الذهبي على هذا البيت فقال: يا ليته تشيع فقط، بل يا ليته ترفض، وإنما يقال: هو انحلال وزندقة [4] وقد قال عمارة في رثاء الفاطميين والعاضد:
أسفي على زمن الإمام العاضد ... أسَفُ العقيمِ على فِراقِ الواحد
جالست من وزرائه وصحبت من ... أمرائه أهل الثناء الخالد
لهفي على حُجُراتِ قصرِك إذ خَلَت ... يا ابن النبي من ازدحام الوافد
وعلى انفرادك من عساكرك الذي ... كانوا كأمواج الخِضم الرّاكد

[1] سير أعلام النبلاء (20/ 594، 595).
[2] مفرج الكروب (1/ 212).
(3) سير أعلام النبلاء (20/ 596).
[4] المصدر نفسه (20/ 596).
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست