responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 210
قال: والله ما كانت بنا حاجة إلى هذا المال ولا نسد به خلة الإقلال - فهو صلاح الدين - يعلم أنا ما أنفقنا الذهب في مصر وبنا إلى الذهب فقر .. لكنه يعلم أن ثغور الشام مفتقرة إلى الإمداد بالمال والرجال والمعونة .. لقلع الكفار من بلاد الشام [1]. أي أنه لا يريد من المال والرجال إلا قلع الكفار من سواحل البلاد [2] وأما صلاح الدين فقد كان يتفق مع نور الدين في الأهداف الاستراتيجية إلا أنه خاف من اضطراب مصر، فكان يهمه ترتيب شؤون مصر أولاً وصرف همه لهذا، ولذلك اضطر للرجوع ويبدو أن نور الدين فكر بدخول مصر بجيوشه والألتفاف على الصليبيين منها بقيادته وأحس صلاح الدين بنية نور الدين فجمع أهله في مصر وكان من بينهم أبوه نجم الدين وخاله شهاب الدين الحارمي ([3]
وبعض قادة الجيش وشاورهم فيما سمعه عن نية نور الدين التوجه لمصر وعزله عنها، فأشار عليه أحد أبناء إخوته ويدعى عمر بأن يتم الاستعداد لمقاتلة نور الدين إذا حضر لمصر، ووافقه بعض الحاضرين على رأيه، فبادر نجم الدين والد صلاح إلى زجرهم واستنكار قولهم وقال لصلاح الدين: أنا أبوك وهذا خالك شهاب الدين ونحن أكثر محبة لك من جميع من ترى، ووالله لو رأيت أنا وخالك هذا نور الدين لم يمكننا إلا أن نقبل الأرض بين يديه، ولو أمرنا أن نضرب عنقك بالسيف لفعلنا، فإذا كنا نحن هكذا، فما ظنك بغيرنا، وكل من تراه عندك من الأمراء لو رأوا نور الدين وحده لم يتجاسروا على الثبات على سروجهم، وهذه البلاد له، ونحن مماليكه ونوابه فيها، فإن أراد عزلك سمعنا وأطعنا والرأي أن تكتب كتابا مع نجاب تقول فيه: " بلغني أنك تريد الحركة لأجل البلاد فأي حاجة إلى هذا، يرسل المولى نجابا يصنع في رقبتي منديلاً ويأخذني إليك، وما ها هنا من يمتنع عليك [4] وقال للجماعة كلهم: قومُوا عنا، فنحن مماليك نور الدين وعبيده، ويفعل بنا ما يريد، فتفرقوا على هذا، وكتب أكثرهم إلى نور الدين بالخبر [5]، ولما خلا نجم الدين أيوب بابنه صلاح الدين قال له: أنت جاهل قليل المعرفة، تجمع هذا الجمع الكثير، وتطلعهم على ما في نفسك، فإذا سمع نور الدين أنك عازم على منعه من البلاد جعلك أهمَّ الأمور إليه وأولاها بالقصد، ولو قصدك لم تَر معك من هذا المعسكر أحداً، وكانوا أسلموك إليه وأما الآن بعد هذا المجلس، فسيكتبون إليه ويعَّرفونه قولي وتكتب أنت إليه

[1] كتاب الروضتين نقلاً عن الجهاد والتجديد ص 213.
[2] الجهاد والتجديد ص 213.
[3] دور نور الدين في نهضة الأمة ص 118 ..
[4] كتاب الروضتين (2/ 228).
[5] المصدر نفسه (2/ 228).
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست