responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 256
فقهائهم في مصر: هم بالديار المصرية قليل جداً، ولم أسمع بخبرهم فيها إلا في القرن السابع وما بعده. ويوضح السر في هذا بقوله: إن مذهب أحمد لم يبرز خارج العراق إلا في القرن الرابع الذي ملك فيه العبيدون مصر، وأفنوا من كان بها من أئمة المذاهب الثلاثة: قتلاً ونفياً وتشريداً، وأقاموا مذهب الرفض والشيعة، حتى إذا ما سقطت دولتهم تراجع العلماء إليها من سائر المذاهب [1]. ولم تكن جهود الأيوبيين - في إنشاء المدارس - مقصورة على القاهرة وحدها وإنما امتدت إلى مدن أخرى في مصر، ففي الفيوم أنشأ تقي الدين عمر مدرستين: إحداهما للشافعية، والأخرى للمالكية [2]، وأنشأ صلاح الدين مدرسة للشافعية بمدينة الإسكندرية في عام 577هـ/1181م ([3]
وكانت الأوقاف الكثيرة وتيسير سبل المعيشة في هذه المدارس للأساتذة والطلاب إحدى الوسائل الهامة التي أسهمت في جذب العلماء وطلاب العلم إلى مصر وقد كان من المتبع عند تأسيس أي مدرسة أن يوقف عليها ما يكفى لاستمرار الحياة العلمية بها، يقول ابن جبير: ومن مفاخر هذا البلد (الإسكندرية) ومفاخره العائدة إلى سلطانه: المدارس والمحارس [4] الموضوعة فيه لأهل الطلب والتعبد يفدون من الإقطار النائية فيلقى كل واحد منهم مسكناً يأوي إليه، ومدرساً يعلمه الفن الذي يريد تعلمه، وإجراء يقوم به في جميع أحواله، واتسع اعتناء السلطان بهؤلاء الطارئين حتى أمر بتعيين حمامات يستحمون فيها، ونصب لهم مارستانا لعلاج من مرض منهم، ووكل بهم أطباء يتفقدون أحوالهم [5]. وأشار ابن جبير إلى كثرة مساجد الإسكندرية حتى إن المكان الواحد به أربعة أو خمسة مساجد وربما كانت المساجد مركبة، (أي مكونة من مسجد ومدرسة) وكلها بأئمة مرتبين من قبل السلطان؛ فمنهم من له خمسة دنانير مصرية في الشهر، ومنهم من له فوق ذلك، ومنهم من له دونه، وهذه منقبة كبيرة من مناقب السلطان [6].
وهذه الصورة المشرقة التي رسمها ابن جبير لجهود صلاح الدين في الإسكندرية توحي بعظم جهوده في هذا المجال بالنسبة لبقية البلاد، ذلك أن الإسكندرية ظلت معقلاً لأهل السنة في العصر الفاطمي، وكان بها في أواخر هذا

[1] حسن المحاضرة (1/ 480).
[2] المواعظ والاعتبار (2/ 365).
[3] الحافظ السلفي، محمود زيتون ص 140 ..
[4] المحارس: الواحد: محرس: مأوى مخصص للزهاد والمسافرين والفقراء انظر: التاريخ السياسي والفكري ص 237.
[5] رحلة ابن جبير ص 15.
[6] المصدر نفسه ص 16، 17.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست