نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 316
ويقارضهم القصيد أحياناً، فقد كان شاعراً مثلهم، يقول الشعر ويتذوقه وينقده، وصفه الحافظ الذهبي بقوله: وكان يستحسن الشعر وينظمه ويثيب من امتداحه [1].
6 - علاقته مع العوام: كانت طيبة للغاية، فهم قد أنزلوه من نفوسهم منزلة عالية، وكان يحضرون عنده في بعض الأوقات ليتبركوا به لتقواه وصلاحه، بل لقد كانوا يبالغون في تقديرهم واحترامهم له وأخذوا يعتقدون فيه البركه [2]، ومن لطيف ما رواه الحافظ الذهبي في هذا المقام أن العامة من أهل الإسكندرية كانوا يهرعون إليه - إذا تعسرت إمرأة في ميلادها ليكتب لهم بعض الأدعية في ورقة وكان يكتب لهم ولا يمنع وكان نص ما يكتب: اللهم إنهم قد أحسنوا ظنهم بي، فلا تخيب ظنهم فيّ [3].
7 - علاقته مع الدولة الفاطمية: تجنب السلفي الاصطدام بالدولة الفاطمية ما أمكنه حتى لا يؤذوه كما آذوا غيره من علماء الإسكندرية أو يمنعوه من التحديث كما فعلوا من قبل مع المحدث أبي إسحاق الحبال المصري [4]، فتجنب نقدهم والإساءة إليهم بشكل يثير حفيظتهم عليه، فابتعدوا عنه وتركوه وشأنه، بل إن بعضهم كان يذهب إلى حلقة درسه ويستمع إليه ومما ساعد الحافظ السَّلفي في نجاحه في تأدية رسالته أن الدولة الفاطمية في تلك الفترة في 511هـ - 567هـ قد أخذ نجمها ينحدر نحو الأفول والزوال، وأن الخلفاء أنفسهم كانوا ضعافاً مسلوبي الإرادة والإدارة، يتحكم في أمورهم ومصائرهم الوزراء المتصارعون على كرسي الحكم ومركز القوة والسلطان، وأن أولئك الوزراء لم يكونوا حريصين على رعاية المذهب الفاطمي والمحافظة عليه بقدر ما كانوا حريصين على السيطرة والبقاء في سدنة الحكم، بل كان بينهم وزراء سنيون [5]، وهؤلاء الوزراء جميعاً على اختلاف مذاهبهم لم يكن يهمهم أمر المذهب الفاطمي في كثير أو قليل [6]، وكانت صلته بولاة الإسكندرية السنيين الذين لم يتمذهبوا بالمذهب [1] سير أعلام النبلاء نقلاً عن الحافظ أبو الطاهر السَّلفي ص 128. [2] الحافظ أبو الطاهر السَّلفي ص 130. [3] المصدر نفسه ص 130. [4] المصدر نفسه ص 132. [5] الحافظ أبو الطاره السَّلفي ص 134. [6] المصدر نفسه ص 135.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 316