responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 317
الفاطمي حسنة طيبة، فهم كانوا يحبونه ويجلونه، ويعرفون له قدره، ويحضرون دروسه، ويقرأون عليه، فالوالي قسطة الآمري كانت بينه وبين "السلفي" مودة ومكاتبة. قال عنه في معجم السفر: وقسطة هذا من عقلاء الأمراء المائلين إلى العدل، المثابرين على مطالعة الكتب، وأكثر ميله إلى التواريخ وسير المتقدمين، وكانت بيني وبينه مودة ومكاتبة [1]، وأما نائب والي الإسكندرية أبو الرضا عبد الله بن الفضل بن دُليل الحضرمي فقد قال في ترجمته: .. وكان يلازمني ويراجعني في المسائل التي يتشكك فيها، وقرأ عليّ "البخاري لابن بطال" قراءة دراية لا رواية [2].
وأما والي الإسكندرية العادل بن السلار، فقد أكرمه، ووضعه في مكانة عالية تليق به، وبنى له المدرسة "العادلية" وعهد إليه إدارتها والتدريس فيها، وكفاه الإنفاق عليها بأن وقف لها أوقافاً تدر عليها وتسد نفقاتها واحتياجاتها. هذه أمثلة لصلة الحافظ السلفَّي برجال الدولة الفاطمية الرسميين، وهي كما تبدو علاقة طيبة، واضح فيها التقدير والاحترام رغم أنه لم يزر واحداً منهم في بيته أو مقر عمله [3].

8 - علاقته مع رجال الدولة الأيوبية: فرح الحافظ السَّلفي فرحاً عظيماً لزوال الدولة الفاطمية الشيعية، وقيام الدولة الأيوبية السنية على أنقاضها، الذين شرعوا منذ اللحظة الأولى من قيام دولتهم يدعون إلى إعادة اعتناق عقيدة أهل السنة، وإلى إزالة كل مظهر من مظاهر الاعتقاد الفاطمي وإلى تخويف كل من يحاول إعادة المذهب الفاطمي أو الدعوة إليه. ومع هذا فإن الحافظ السَّلفي لم يقرع باب أحد من السلاطين الأيوبيين أو أمرائهم لا مهنئاً ولا شاكراً، تماماً، كما كان يفعل مع حكام الفاطميين وأمرائهم من قبل وأكبر سلاطين بني أيوب وأمراؤهم في السَّلفي هذا السلوك وأخذو يسعون هم إليه ويحضرون حلقات دروسه، فيستمعون إليه كما يستمع غيرهم، بكل تقدير وإجلال وإكبار، فالسلطان صلاح الدين على مهابته وجلال قدره وعلو مكانته كحاكم لمصر كلها، ذهب بنفسه من القاهرة إلى الإسكندرية - يصحبه ولداه الأفضل "علي" والعزيز "عثمان" وأخوه "العادل" وسكرتيره "العماد الأصفهاني" وكبار رجال دولته لزيارته ويسمع الحديث منه [4]، يقول القاضي ابن شداد في وصف تلك الزيارة أثناء حديثه عن أخلاق السلطان صلاح الدين وعن حبه لسماع الحديث الشريف: وكان السلطان شديد الرغبة في

[1] المصدر نفسه ص 136.
[2] المصدر نفسه ص 136.
[3] المصدر نفسه ص 136.
[4] السلوك للمقريزي نقلاً عن الحافظ أبو الطاهر ص 137.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 317
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست