responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 325
رابعاً: عبد الله بن أبي عصرون: الشيخ الإمام العلامة، الفقيه البارع، المقرئُ الأوْحَدُ، شيخ الشافعية، قاضي القضاة شرف الدين، عالم أهل الشام، أبو سعد عبد الله بن محمد بن هبة الله ابن المطَهَّر بن علي بن أبي عصرون بن أبي السَّريّ، التَّميميُّ الحديثيٌّ الأصل، الموصليُّ، الشافعي [1]، وقد تولى ابن أبي عصرون في عهد نور الدين قضاء سنجار ونصيبين وحران وغيرها من مدن ديار بكر، وأصبح هناك أشبه بقاضي القضاة ينوب عنه في سائر المدن نواب أشرف على تعيينهم بنفسه [2]، فقد ولد بالموصل سنة 492هـ أو 493هـ وتفقه على جماعة من العلماء وانتقل إلى حلب سنة 545هـ- 1150م، ثم قدم دمشق لدى دخول نور الدين إليها عام 549هـ - 1154م ودرس في جامع إلى حلب وأقام بها، وصنف كتباً كثيرة في الفقه والمذاهب ودرس على يديه عدد كبير من التلاميد وانتفعوا به وكان فقيهاً من طراز أول، ووصف بأنه من أفقه أهل عصره وأنه أمام أصحاب الشافعي يومذاك وكان متوحداً في العلم والعمل وسرعان ما تقدم عند نور الدين فكلفه بالإشراف على بناء المدارس في حلب وحمص وبعلبك وغيرها، ثم ما لبث أن ولاه قضاء ديار بكر ومنحه صلاحيات واسعة [3]، كما اعتمده عام 566هـ - 1170م رسولاً إلى الخليفة المستضيء في بغداد [4].

1 - عبد الله بن أبي عصرون وصلاح الدين الأيوبي: كان صلاح الدين على معرفة تامة بعبد الله بن أبي عصرون منذ أيام نور الدين محمود زنكي فكلاهما نشأ في ظله وتحت رعايته خاصة صلاح الدين وكان الاثنان من رجاله الأكفاء إحدهما يشتغل بالقضاء والحكم والفتيا والتعليم والعلم والآخر يشتغل بالأمور العسكرية ويوليها اهتماماً زائداً وتدل مجريات الحوادث منذ أيام نور الدين محمود زنكي على أن العلاقات بين الرجلين كانت سليمة تسيرها روح الود والمحبة والتقدير، فقد عرف كل منهما الآخر حق المعرفة وبادله الاحترام بمثله، والدليل على ذلك الرسالة التي بعثها صلاح الدين من مصر للشام إلى ابن عصرون ولعل اختياره بالذات تفضيل له على غيره واعتراف بقدرته على التأثير في الأحداث، لذا كانت رسالته تحمل في طياتها نوعاً من العتب عليه وأملاً في أن يعمل بجد لإفشال تلك الاتفاقية الغادرة وكان عبد الله بن أبي عصرون لا يحبذ تلك الاتفاقية ولم يوافق عليها مع من وافق ولعله كان يعاني الألم النفسي لما حل

[1] سير أعلام النبلاء (21/ 126).
[2] عصر الدولة الزنكية للصَّلاَّبي ص 241.
[3] عصر الدولة الزنكية ص 242 وفيات الأعيان ص 242.
[4] رآة الزمان (8/ 283) عصر الدولة الزنكية ص 243.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 325
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست