responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 326
بالمسلمين من الضعف بل كان يحبذ مجيء صلاح الدين من مصر ليعملا سوياً وبانسجام تام لتحطيم مثل هذه الاتفاقية، والانطلاق إلى تحقيق الهدف المعلن، وهو طرد المحتل الصليبي الجاثم فوق الأرض الإسلامية في بلاد الشام [1]، ويبدو أن ابن أبي عصرون كان يحبذ قدوم صلاح الدين من مصر إلى الشام - بعد وفاة نور الدين واختلاف الأمراء من بعده - ويؤيد هذا القول أنه لم يوقع أولاً على الاتفاقية شأنه في ذلك شأن إمراء الشام وقضاته خاصة، وأنه كان من الشخصيات الكبيرة في المجتمع وثانياً أنه وقف ضد الأمراء الذين طلبوا الاستمرار في معاداة صلاح الدين الأيوبي والعمل ضد قدومه إلى بلاد الشام الأمر الذي جعل صلاح الدين يوليه قضاء مصر ([2]
ومع ذلك ذهب عبد الله بن أبي عصرون من دمشق إلى حلب مع الملك الصالح إسماعيل بن نور الدين محمود زنكي قبل قدوم صلاح الدين إلى دمشق، ولم يمكث طويلاً بل عاد إلى دمشق ثانية وكان بها صلاح الدين الأيوبي عام 572هـ، وذلك عندما أشرف كمال الدين الشهرزوي قاضي الشام أيام صلاح الدين على الموت، بل كان من الذين غسلوه وكفنوه وسار على رأس المشيعين بجنازته بعد الموت [3].

2 - تعيين ابن أبي عصرون على القضاء: عندما شعر كمال الدين الشهرزوري بدنو أجله فّوض القضاء في بلاد الشام إلى ابن أخيه، أبي الفضائل القاسم بن يحي بن عبد الله الملقب ضياء الدين ولم يسع صلاح الدين سوى الموافقة على هذا التفويض لأن ضياء الدين أهل للقضاء ليس إلاَّ، ولأن القضاء من الرتب العليا التي لا ينفع فيها توريث [4] وقد كانت لكمال الدين الشهرزوري جهود في تهيئة الأمور بدمشق لاستقبال صلاح الدين لأنه اعتقد أنه أكفأ من باقي الأمراء لمنازلة العدو الصليبي وهذا العمل من الأعمال المجيدة التي تحسب لكمال الدين الشهرزوري، حيث وضع المصلحة العامة للمسلمين فوق كل اعتبار وفضّل صلاح الدين على بافي مجموع الأمراء في بلاد الشام الذين أمضوا الصلح مع العدو الصليبي [5] وسيأتي بيان ذلك مفصلاً في حينه بإذن الله تعالى.

إلا أن صلاح الدين بعد وفاة كمال الدين الشهرزوري كان ميله لتعيين ابن أبي عصرون على القضاء للأسباب التالية:

[1] المدارس العصرونية في بلاد الشام، د. صادق أحمد ص 29.
[2] السلوك للمقريزي نقلاً عن المدارس العصرونية ص 29 ..
[3] مفرج الكروب (2/ 50) المدارس العصرونية ص 29.
[4] المدارس العصرونية في بلاد الشام ص 31.
[5] المصدر نفسه ص 34.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 326
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست