responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 331
الدين في حرج شديد ورطة فقهية، فهو لا يريد أن يمس مشاعر صاحبه الذي فقد بصره ويعزله عن منصب القضاء وهو في نفس الوقت يتعرض لأقوال الفقهاء التي تطعن في بقاء ابن أبي عصرون في منصبه لعدم أهليته وقد تصدى شرف الدين بن أبي عصرون لهذه المشكلة بنفسه وإصدر كتاباً في جواز قضاء الأعمى مخالفاً في هذا مجموع الفقهاء، وكان سند ابن أبي عصرون فيما ذهب إليه من جواز قضاء الأعمى وجه ورد في جمع الجوامع للروياني اختاره شرف الدين بن أبي عصرون وصنف فيه جزءاً في جواز قضاء الأعمى وظل هو قاضياً لما أصيب بالعمى، وكانت حجة الجمهور أن الأعمى لا يعرف الخصوم، ولا الشهود، فكيف يحسن قضاؤه فيما يعرض عليه، وحجة من جوَّز هذا أن شعيباً نبي الله كان أعمى فما دام هذا نبي مرسل فالقاضي بطريق أولى أن يكون قاضياً لأن النبي أشرف من القاضي لتفضيل الله له على غيره، وقيل أن شعيباً لم يثبت عماه، فلو سلمنا بعمى شعيب فإن الذين آمنوا به كانوا قلة فربما إنهم لم يحتاجوا إلى من يحكم بينهم، ولو فرضنا إنهم أحتاجوا فإن الوحي ينزل على النبي شعيب يزوده بالحكم الفاصل ولا يتسنى هذا للقاضي إذ لا وحي ينزل عليه ([1]
وإمام هذه المشكلة التي يقف فيها شرف الدين بن أبي عصرون لوحده في جانب وجميع الفقهاء في الجانب الآخر بالشام، انتابت صلاح الدين الحيرة فماذا عساه صانع؟ فالتفت صلاح الدين إلى القاضي الفاضل وكان في مصر آنذاك فأرسل إليه يستعين به على حل هذه المشكلة بأنه يتوجب عليه أن يتصل بالشيخ أبي طاهر بن عوف الإسكندري ويسأله عما ورد من الأحاديث في قضاء الأعمى [2]، علّه يجد له حلاَّ لما استعصى عليه، ثم لم تلبث أن وردت إجابات القاضي الفاضل إلى صلاح الدين الأيوبي وجاء فيها: لن يخلو الأمر عن قسمين، والله يختار للمولى خيرة الأقسام ولاينسى له هذا التخريج الذي لا يبلغه ملك من ملوك الإسلام: إما إبقاء الأمر باسم الوالد بحيث يبقى رأيه ومشورته وفتياه وبركته ويتولى ولده النيابة ويشترط عليه المجازاة لأول زلة وترك الإقالة لأقل عثرة، فطالما بعث حب المناقشة الراجحة على اكتساب الأخلاق الصالحة، وإما أن يفوض الأمر إلى الإمام قطب الدين فهو بقية المشايخ وصدر الأصحاب ولا يجوز أن يتقدم عليه في بلد إلا من هو أرفع طبقة في العلم منه [3]. وفي هذا الجواب وجد صلاح الدين المخرج بلا حرج فأبقى شرف

[1] مفرج الكروب (2/ 51) نكت الهيمان ص 60 ..
[2] وفيات الأعيان (3/ 54) المدارس العصرونية ص 41.
[3] مفرج الكروب (2/ 67 - 68) المدارس العصرونية ص 41.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 331
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست