responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 335
تعديلات في مصر والشام خاصة بنوابه في البلاد لرغبته في الأطمئنان على مستقبل البلاد بعد وفاته من ناحية، وعدم حدوث خلاف بين أبنائه بالإضافة إلى تدريبهم على سياسة الملك في حياته وصيانة البلاد من الانشقاق من ناحية أخرى، لاسيما وأنه كان يعد نفسه للدخول في معركة فاصلة من معارك جهاده ضد الصليبيين، فلما وصلته الأخبار بأن ابن أخيه تقي الدين عمر - نائبه في مصر مع ولده الملك الأفضل - قد صدرت عنه تصرفات أثناء مرض صلاح الدين بحران تدل على رغبته في الاستبداد بالحكم في مصر، أرسل الفقيه عيسى الهكاري وكان كبير القدر عنده مطاعاً في الجند إلى مصر، وأمره بإخراج تقي الدين منها والمقام بمصر [1]، فأسرع الفقيه عيسى بتلبية الأمر وتوجه إلى مصر ونفذ ما أمر به وظل بها حتى يصل العادل أخو صلاح الدين إليها وبصحبته ولده العزيز عثمان بن صلاح الدين، وهذا يدل على الثقة الكبيرة التي أولاها صلاح الدين للفقيه عيسى الهكاري وأطمئنانه إليه خاصة وأنه يعلم مدى تأثير الهكاري في جند مصر [2].
- شجاعته في الحروب ضد الصليبيين: بعد أن استتب الأمر لصلاح الدين وبدأ جهاده في جبهة الشام يشاركه الكثير من المتطوعين من الفقهاء والعلماء، وفي مقدمتهم الفقيه عيسى الهكاري الذي يشاركه في جهاده ضد الصليبيين مشاركة فعلية وحمل السلاح وقاتل في المعارك مجاهداً في سبيل الله، وكان يلبس زي الأجناد بعمائم الفقهاء فيجمع بين اللباسين [3]، وقد أثبتت المصارد الإسلامية هذه المشاركة الفعلية التي قاما بها هذا الفقيه في الجهاد، فعندما خرج مع صلاح الدين في سنة 573هـ/1177م لمحاربة الصليبيين في عسقلان، قام بالإغارة عليها فقتل الكثير من الصليبيين وأسر الكثير وأحرق ما حولها، ثم واصل صلاح الدين بمن معه إلى الرملة فسبى وغنم ولكن لما تشاغل الجيش بالغنائم وتفرقوا في القرى والمناطق التي حولها وبقي صلاح الدين في طائفة قليلة من جنده، قام الصليبييون فجأة بالهجوم عليهم فأرتبك المسلمون وأخذوا يقاتلون الصليبيين ولكن حلت بهم الهزيمة وقتل منهم أعداداً كثيرة وأسر الكثير منهم وكان الفقيه ضياء الدين عيسى الهكاري وأخيه ظهير الدين ممن وقعوا في الأسر، ويذكر ابن الأثير في هذا المجال أن الفقيه عيسى الهكاري: كان أشد الناس قتالاً ذلك اليوم [4]، ومما يدل على المكانة العظيمة التي كانت

[1] دور الفقهاء والعلماء المسلمين ص 128.
[2] المصدر نفسه ص 129.
[3] وفيات الأعيان (3/ 498).
[4] مفرج الكروب (2/ 59،60).
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 335
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست