نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 339
بابن هبيرة، ثم تحَّول إلى دمشق سنة اثنتين وستَّين، واتَّصل بالدولة، وخدم بالإنشاء الملك نور الدَّين، وكان ينُشئُ بالفارسي أيضاً فنَّفذه نور الدين رسولا إلى المستنجد، وولاه تدريس العمادية سنة سبع وستين، ثم رتبَّه في إشراف الديوان، فلما توفي نور الدين أُهمِل، فقصد الموصل، ومرض، ثم عاد إلى حلب، وصلاح الدين محاصر لها سنة سبعين، فمدحه، ولزم ركابه، فاستكتبه، وقرَّبه، فكان القاضي الفاضل ينقطع بمصر لمهمَّات فيسدُّ العماد في الخدمة مَسَدَّة [1]، وصار العماد معاون القاضي الفاضل في كل الأمور واستعاد مقامه القديم وصار كاتب سر صلاح الدين [2]، واستكتبه صلاح الدين ووثق به وقرّبه إليه وصار من خاصته يصرف الأمور ويقسم الأموال التي سلمها إليه السلطان ويوقع على ما يوقع عليه دون مراجعة ويقضي حاجات من يلجأ إليه من الناس ويزاحم الوزراء وأعيان الدولة وإن لم يصل إلى نفس المكانة العالية التي كانت للفاضل في نفس صلاح الدين وقد لزم العماد صلاح الدين بعد هذا أكثر من القاضي الفاضل الذي كان يتخلف عن السلطان كثيراً ويقيم في القاهرة ودمشق ليشتغل بالأعمال السلطانية ... وأنشأ في عهد صلاح الدين الرسائل والمناشير والتبشيرات الكثيرة ودخل مجالس المشورة [3].
ولما مات السلطان صلاح الدين سنة 589هـ أفل نجم العماد فاختلت أحواله وساءت أموره ولم يعامله أولاد صلاح الدين معاملة أبيهم له وأقصوه عن مركزه وفي ذلك يقول العماد في مقدمة البرق الشامي: ولما نقله الله الكريم إلى جناب جنانه اقتسم أولاده ممالكه، وقلت: سلكوا مسالكه ونسكوا مناسكه وإنهم يعرفون مقداري، ويرفعون مناري ويشرحون صدري ولا يضعون قدري، فأخلف الظن حتى قطعوا رسومي ومنعوا مرسومي، وغوروا منابعي وكدّروا مشارعي [4] وبعد موت صلاح الدين لا يذكر المؤلفون الذين ترجموا للعماد شيئاً من أخباره فيقول ياقوت: إنه لزم بيته وأقبل على التصنيف والإفادة [5]، كما يذكر ابن خلكان أنه: لزم بيته وأقبل على الاشتغال والتصانيف [6]، ويبدو أن العماد عاد بعد هذه الفترة إلى الدرس والتأليف ويتضح ذلك من رسالة بعث له بها القاضي الفاضل من مصر سنة [1] المصدر نفسه (21/ 346). [2] العماد الأصفهاني، د. حسين عاصي ص 21. [3] المصدر نفسه ص 21، 22. [4] سنا البرق الشامي ص 52 العماد الأصفهاني للعاصي ص 24. [5] إرشاد الأديب (7/ 85). [6] وفيات الأعيان (5/ 152).
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 339