responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 341
نزوله إلى مصر - أصعد إلى مصر، وأزيل ملك بني عُبيد اليهودي، فنزل بالقاهرة، وصّرح بثلب أهل القصر، وجعل سَبَّهم تسبيَحهُ، فحاروا فيه فنفذوا إليه بمال عظيم قيل: أربعة الآدف دينار، فقال للرسول: ويلك ما هذه البدعة؟ فأعجله، فرمى الذَّهب بين يديه، فضربه وصارت عمامته حِلقَاً وأنزله من السلم [1] وعندما نزل مصر عام خمس وستين وخمسمائة، نزل ببعض مساجدها، فأتَّفق أن الخليفة العاضد لدين الله رأى في منامه أنه بمدينة مصر وقد خرج إليه عقرب من مسجد معروف بها فلدغه، فانتبه مذعوراً، واستدعى عابر الرؤيا وقصّ عليه ما رأى، فقال ينال أمير المؤمنين مكروه من شخص مقيم بهذا المسجد فألزم الوالي بإحضار من في المسجد، فمضى إليه وأحضر منه رجلاً صوفياً: فسأله العاضد من أين هو، ومتى قدم مصر وفي أي شيء جاء، فأجابه عن ذلك، ولم يظهر للعاضد ما يريبه، بل تبيّن منه ضعف الحال مع الصدق، فدفع إليه مالاً. وقال له: يا شيخ أدع لنا، وخلاّه لسبيله فعاد إلى مسجده ولم يزل به حتّى قدم شيركوه من دمشق، وقام في وزارة العاضد السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب وشرع في إزالة الدولة، فاستفتى فقهاء مصر، فكان أشَّدهم مبالغة في الفُتيا، وعدّد مساوئ القوم، وسلب عنهم الإيمان، وأطال القول في الحطَّ عليهم [2].
وكان يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، فقد جاءه حاجب نائب مصر المظفر الدين عمر، وقال له: تقُّي الدين يُسلَّمُ عليك. فقال الخبُوشاني قل: بل شَِقيُّ الدين لا سَلمَّ الله عليه قال: إنه يعتذر، ويقول: ليس له موضعٌ لبيع المِزْرِ [3]. قال: يكذب. قال: إن كان ثّم مكان، فأرناه قال: إدنُ. فدنا، فأمسك بشعره، وجعل يلطم على رأسه ويقول: لستُ مزّاراً، فأعرف مواضع المِزْر، فخلصَّوه منه [4]. وعاش عمره لم يأخذ درهماً لمِلَكِ ولا من وقْفٍ ودفن في الكساء الذي صحبه من بلده، وكان يأكل من تاخر صَحِبَهُ من بلده [5]. هذا وقد مات الخَبُوشانيُّ في ذي القعد سنة سبع وثمانين وخمس مئة [6].

فهذه التراجم لسير بعض العلماء في عهد صلاح الدين وكانت مكانة هؤلاء العلماء والفقهاء عند صلاح الدين بالغة الرفعة ونالواً حظاً وافراً عنده، فكان مجلسه حافلاً بأهل العلم والفضل ويذكر العماد في هذا الشأن أنه كان: يؤثر سماع الحديث بالأسانيد، وتكلم

[1] طبقات السبكي (7/ 15) سير أعلام (21/ 205).
[2] الموسوعة الشاملة في تاريخ الحروب الصليبية (25/ 427، 428).
[3] المزر: بكسر الميم: نبيذ يتخذ من الذرة وقيل من الشعير أو الحنطة.
[4] سير أعلام النبلاء (21/ 207).
[5] المصدر نفسه (21/ 207).
[6] المصدر نفسه (21/ 207).
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست