responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 345
وصناعية مختلفة راجت رواجاً كبيراً خلال العصر الأيوبي [1]، ومن الواضح أن أسواق القاهرة قد ازدهرت في عهد الناصر صلاح الدين الأيوبي حيث تعرضت المدينة لمتغيرات اقتصادية واجتماعية ترتب عنها زيادة في الطلب على منتجات الأسواق بشكل عام، كما أن هذه التطورات هي التي أوجدت أغلب المتغيرات التي شهدتها أسواق المدينة في تلك الأثناء ومن أبرز هذه المتغيرات ظهور التخصص في الأسواق أي أن يكون لكل نوع من أنواع السلع سوقاً متخصصة بها وهو إجراء تنظيمي بدأ باتخاذه منذ عهد صلاح الدين الأيوبي حيث يلاحظ أن غالبية الأسواق الرئيسية التي ظهرت في العصر الأيوبي كانت متخصصة ببيع فئة واحدة من السلع والبضائع وهذه ظاهرة لم تكن معروفة قبل العصر الأيوبي.
ومنها أسواق تباع فيها الثياب المخيطة والفرش ونحو ذلك كما أن سوق الجملون الكبير قد أنشيء في عهد صلاح الدين وكان هذا السوق مخصصاً ببيع الأقمشة الحريرية، كما اختصت بعض الأسواق ببيع جهاز العروس، وأساورهن وأيضاً ظهر سوق بين القصرين الذي كان يوجد به سوقاً للسلاح، والقسي، والنشاب، والزرديات وغير ذلك، مما يحتاجه الجند من أنواع الأسلحة المختلفة كما ظهرت أسواق أخرى مثل الشرابشيين والخوائصيين حيث كانت تباع في هذين السوقين ملابس الأجناد وأزيائهم علاوة على الخلع التي يلبسها السلطان للأمراء والوزراء والقضاة وقد حدث انتقال بعض الأسواق والصناعات من الفسطاط إلى القاهرة وكانت هذه الظاهرة طبيعية لإباحة القاهرة لسكني العامة والجمهور في عهد صلاح الدين حيث سيجد العديد من التجار والصناع في ذلك فرصة للانتقال للقاهرة لممارسة نشاطهم بالقرب من رجال الدولة وأمرائها بعد تخلص الدولة من الجهاز الصناعي الذي كان قائماً في الحاصلات " في العصر الفاطمي وأدى إلى تحول عدد كبير من هؤلاء الصناع إلى الأسواق المختلفة للعمل فيها مما أسهم على وجه التأكيد في زيادة النشاط الصناعي وتطوره في القاهرة والذي ساهم بدوره في ازدهار التجارة القائمة على الصناعات في عهد الناصر صلاح الدين الأيوبي [2].

2 - مدينة الفسطاط: يمكن القول أن الحريق الذي قام به شاور عام 564هـ كاد أن يأتي على الفسطاط نهائياً لولا أن تداركتها عناية بني أيوب، فمنذ أن ولى أسد الدين شيركوه الوزارة أظهر الحرص على إعادة عمارتها، ثم واصل المهمة من بعده ابن أخيه صلاح الدين الذي وجه اهتماماً كبيراً نحو الفسطاط فقام باصلاح جوامعها ومنشآتها الرئيسية وبنى بها المدارس وتوج أعماله

[1] المصدر نفسه (2/ 139).
[2] عمران القاهرة وخططها في عهد صلاح الدين ص 227 - 333.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 345
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست