نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 365
الكتاب من أكاذيب وتردادها على ألسنة الناس على أنها حقائق حتى أن السيوطي تأثر بها وراها لطلابه - كما ظهر في مخطوطة باريس - مع اعترافه بأن الأمير بهاء الدين قراقوش كان رجلاً صالحاً غلب عليه الانقياد إلى الخير [1]. إن هذف كتاب الفاشوش في حكم قراقوش، وهو هز الثقة في الأمير بهاء الدين وهو من قادة صلاح الدين البارزين ومساعديه الأمناء الذين استعان بهم في الملمات، وبالتالي تأليب الناس وتحريضهم على الدولة الأيوبية "السُّنية" التي أنهت بمجيئها الحكم الفاطمي الشيعي وما الكتاب إلا وسيلة من وسائل الدعاية السياسية ضد المشروع السني.
المبحث السادس: النظم العسكرية في عهد صلاح الدين:
شرع صلاح الدين في تحصين المدن وبناء القلاع وتنظيم الجيش لصد احتمال هجمات عليه، وركز آنذاك على بناء قوات بحرية لأنه أدرك أن قوة الفرنج في البحر وضعفهم في البر، وأنه لابد من بناء أسطول حربي لمنع القوافل الفرنجية البحرية التي كانت تعزز الممالك الصليبية في ساحل الشام بالمؤن والسلاح والرجال كلما اشتد عليهم الضغط البري وبالإضافة إلى ذلك اكتشف صلاح الدين أن بنية الدولة في مصر ضعيفة ومخلخّله وكان لابد له من إعادة تنظيم أمورها الإدارية والشرعية قبل المباشرة في مواجهة الفرنج وقد لاحظ صلاح الدين خطورة اتصال خطوط التجارة والمواصلات بين البحرين المتوسط والأحمر واختلاف مصالح تجار مدن أوروبا المتوسطية عن طموحات أمراء الممالك اللاتينية في وسط أوروبا، وغربها وشمالها فأقدم على توقيع اتفاقات تجارية معهم مقابل فك ارتباطهم مع أمراء الممالك، والثانية اكتشافه محاولة الفرنج مد سلطاتهم من ساحل الشام وفلسطين إلى البحر الأحمر واحتمال تهديد قوافل التجارة من الحلف إلى تعريض قوافل الحجاج المسلمين إلى الحجاز فأمر بإرسال جيشه إلى اليمن لتأمين خطوط التجارة البحرية وقطع الطريق إلى أعمال القرصنة والاعتداءات ضد قوافل الحجاج [2].
أولاً: تطور الإقطاع الحربي في عهد صلاح الدين: كان الإقطاع الأيوبي يمنح مقابل الخدمات الحربية غير أنه لم يكن إقطاعاً وراثياً، كما [1] قراقوش ونوادره ص 69 حكم قَرَقُوش ص 53. [2] صلاح الدين الأيوبي سقوط القدس وتحريرها ص 94، 95.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 365