نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 372
[1] - نظام التخميس: نرى أن صلاح الدين لم يكن مبتكراً لهذا النظام، بل إنه كان موجوداً قبله، ولم يختلف عمن سبقه من القادة المعروفين الذين طبقوا هذه الطريقة من حيث الأساس [1] وتنظيم الجيش الأيوبي كان على نسق كتائب يشبه ترتيب أعضاء جسم الإنسان الرئيسية، أو يشبه الصليب، فالجذع في الوسط بمثابة قلب العسكر، والرأس في المقدمة بمثابة طليعة العسكر أو المقدمة واليدان في الجهتين بمثابة جناحي الميمنة والميسرة، ثم الساقين معاً في الخلف بمثابة مؤخرة أو ساقة الجيش، ومن هذا ترى أن التنظيم على هذا النسق قائم على خمسة أجزاء ومنها تسمية الجيش بالخميس [2].
وكان موقع السلطان في القلب عادة ومعه الإعلام حتى يراه جميع الأمراء لتنفيذي التوجيهات التي تصدر منه، لتقويته، أو لإعادة تنظيمه حين يضطرب لسبب ما، وفي بعض الأحيان كان يتحول إلى المقدمة لإثارة حماس الجند، وليلقي الرعب في نفوس العدو، وكان صلاح الدين يصنع القادة والأمراء المعروفين على رأس الجناحين أما على رأس المقدمة "الطلائع" فكان يصنع أصحاب الخيول السيف والرمي والخفة في الطراد والمقابلة [3].
2 - الحلقة الخاصة والمماليك السلطانية: تكونت الحلقة السلطانية من جماعة من العساكر، تحيط بصلاح الدين، كانت بمثابة حراسة وكانت للحلقة مكانة ظاهرة في المعارك المختلفة، واضطلعت بدور واضح في فتح الساحل وقلاع الصليبيين المنيعة، ويشير ابن الأثير إلى فتح قلعة برزية المعروفة بوعورة المنطقة التي تقع فيها وحصانتها، وكيف قسم صلاح الدين جيشه إلى ثلاثة أقسام للقتال بالتناوب وحين جاء دور قوات صلاح الدين الخاصة، قاتلوا قتالاً شديداً رغم الحر الشديد [4]. وكذلك كان للحلقة الخاصة دور مشرف أثناء حصار عكا، إذ كانت تنقل مع صلاح الدين حين انتقاله بين تل الخروبة وشفرعم وتل كيسان، المواضع المحيطة بعكا، وكانت هذه الحلقة هي الوحيدة التي ظلت مع صلاح الدين بعد عودة العساكر إلى مواطنها [1] المصدر نفسه ص 144. [2] المصدر نفسه ص 144. [3] مفرج الكروب (2/ 295) الجيش الأيوبي ص 146. [4] الكامل في التاريخ نقلاً عن الجيش الأيوبي ص 148.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 372