نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 388
فسح المجال له ليخلد إلى الراحة، ويجمع قواته حول عكا، فسار على الجيش الأيوبي أن يدافع عن عكا من جهة ويفرض الحصار على الصليبيين الذين يحاصرون عكا من جهة أخرى، ويرسل الكمائن للتحرش بالجماعات الصليبية هنا وهناك من جهة ثالثة [1]، ونجد أن الظروف التي مر بها الجيش الأيوبي في تلك الفترة وصلاحية أرض الشام ولاسيما أرض فلسطين - لوجود الأحراش الكثيفة والجبال التي تأوي رجال الكمين المقاتلين، قد حتمت على الجيش تنظيم مثل هذه العمليات العسكرية المحدودة الأثر والتي كانت الغاية منها إحراج العدو وجعله لا يشعر بالأمان وهذا الأسلوب في القتال شبيه بما نسميه بحرب الأنصار، أو المغاوير [2].
تاسعاً: إدارة شؤون القتال والسلم والأسرى:
1 - مجلس حرب جيش صلاح الدين: كان من الطبيعي أن يكون لصلاح الدين مساعدون يعينونه على توجيه سياسة الحرب ووضع الخطط العسكرية وإدارة شؤون الدولة، وكان هؤلاء يشكلون مجلساً شبيهاً بما يطلق عليه أركان الجيش ويتكون من صلاح الدين، وكان يرأس الاجتماعات عادة، وعضوية إخوته، لاسيما الملك العادل، وأولاده الكبار خاصة الملك الأفضل علي والملك الظاهر غازي، وأولاد أخيه مثل تقي الدين عمر وخاله شهاب الدين محمود الحارمي، وكبار الأمراء والقادة القدامى الجدد ومستشاره الحكيم القاضي الفاضل، وقاضي العسكر بهاء الدين بن شداد المؤرخ، وبهاء الدين قراقوش وسيف الدين المشطوب الهكاري، وقادة أخرين مثل أبو الهيجاء الهذباني، وعلم الدين سليمان بن جندر وأمير الأسطول المصري حسام الدين لؤلؤ، وأصحاب المدن والقلاع المعروفين من أمثال مظفر الدين كوكبري وشمس الدين ابن المقدم وعز الدين جورديك والفقيه ضياء الدين عيسى الهكاري وكان لكل من هؤلاء حق إبداء الرأي في صراحة تامة، ما داموا يتصرفون وينطلقون من مبدأ خدمة دولة صلاح الدين وجيشه [3]، وكان المجلس يجتمع كلما رأى صلاح الدين ضرورة في ذلك [4]، وسوف نلاحظ بإذن الله من خلال الأحداث في هذا الكتاب أن صلاح الدين شاور أصحابه في كل [1] الجيش الأيوبي في عهد صلاح الدين ص 191. [2] المصدر نفسه ص 193. [3] الجيش الأيوبي في عهد صلاح الدين ص 197. [4] المصدر نفسه ص 203.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 388