responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 396
على قتل أسراهم، وهم صغار، فسيفعلون ذلك دون تفريق بين المسلم والكافر [1]، بل إنه حذر ولده الملك الظاهر - وهو ابن العشرين سنة - من إراقة الدم في آخر وصية له أثناء مرضه الأخير [2] وبصورة عامة نجد أن معاملتهم كانت تتابين بين تشغيلهم في أعمال السخرة وحجزهم في دمشق، وعرضهم للبيع أو قتلهم. ولعل من الصواب أن نقول: أن صلاح الدين لم يشذ عن القادة أو الحكام السابقين في طريقة تعامله للأسرى كنور الدين محمود الذي سار صلاح الدين على نهجه في طريقة حكمه وكان يجهز على الأسرى في بعض المناسبات، كما حدث في سنة 552هـ/1157م حين جلب له الأسرى، فأمر بضرب أعناقهم وكذلك نور الدين محمود يسجنهم في أكثر الأحيان، لاسيما القادة الكبار منهم كما حدث لأرناط "رينودي شاتيون" صاحب أنطاكية ثم "الكرك" الذي حبسه خمس عشرة سنة، ثم أطلق الأمير كمشتكين، أحد إمراء نور الدين، سراحه بعد وفاته نكاية بصلاح الدين وكان القصد من الإبقاء على حياة الأسرى - لاسيما الأمراء منهم - هو الاستفادة منهم في إجراء عملية التبادل مع الأسرى المسلمين.
إذ أن المعروف عن نور الدين محمود حرصه الشديد على فكاك أسرى المسلمين، سواء بالتبادل أو بالفداء، ولاسيما الأسرى المغاربة منهم، لأنهم غرباء عن الشام، ولا أهل لهم فيها، فمما يذكره ابن جبير بهذا الصدد أن من جميل صنع الله تعالى لأسرى المغاربة في الشام، أن الملوك والأغنياء كانوا يخرجون مبلغاً من مالهم يخصصونه لافتكاك الأسرى المغاربة [3]، وحرص صلاح الدين على الاقتداء بنور الدين محمود والسير على منواله في هذا، بل إنه ما برح يطلق سراح الأسرى الصليبيين الفقراء دون مقابل، كما حدث لدى فتحه، بيت المقدس، إضافة إلى قيامه بإفتكاك الأسرى المسلمين وقد تحتم ذلك عليه بوصفه المسؤول عن حياة المحاربين، ولأن بتحريرهم من الأسر يطلق قوة إسلامية حبيسة في معسكر العدو، ومن ثم فإن ذلك عمل من أعمال البر والتقوى، وسار على هذا النهج بعض امرائه، فمما يذكر عن مظفر الدين كركبري صاحب أربيل، صهر صلاح الدين، أنه كان يبعث برسله مرتين في كل سنة إلى بلاد الساحل "الشام" ومعهم المال الكثير لتحرير الأسرى المسلمين من أيدي الصليبيين [4]، حتى أن سبط ابن الجوزي يقول إن أموال إمارته قد استنفذتها الصدقات وقدر هذا المؤرخ عدد أسرى المسلمين الذين

[1] كتاب الروضتين نقلاً عن الجيش الأيوبي ص 224.
[2] النوادر ص 238 الجيش الأيوبي ص 224.
[3] رحلة ابن جبير ص 280 الجيش الأيوبي ص 2250.
[4] الجيش الأيوبي ص 226.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 396
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست