responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 412
- وأما الفرنج فانتهزوا الفرصة فوراً، وهاجموا حصن بانياس عند مدخل الجولان الجنوبي "آخر شوال سنة 569هـ/مايو 1174م" وأرسلت أرملة نور الدين - بشجاعة تفوق شجاعة معظم النساء - على قول وليام الصوري - تطلب رفع الحصار، ومنح البلد هدنة مؤقتة ودفع مبلغ كبير من المال، ورفض الملك واستمر يحاصر بانياس أسبوعين، ودمَّر فيها آلاته، وأخيراً قبل المال مع إطلاق سراح الفرسان الصليبيين الأسرى وعاد ليموت بعد ذلك ويتولى بدلاً منه ابنه المجذوم الفتى بغدويه الرابع [1]. وهذه هي رواية الفرنج. أما المصادر العربية فتذكر أن ابن المقدم خرج إليهم بوصفه الأتابك وهادنهم على أن يؤدي مبلغاً ضخماً من المال، ويطلق الأسرى الفرنج ويهادنوه، ويبدو بوضوح أن زوجة نور الدين، وهي أبنة الأتابك أنر، كانت ذات نفوذ في دمشق وبمكان رئاسة بوصفها أم الملك، ولهذا كانت الرسالة باسمها والأتابك ابن المقدم هو قائد الجيش والمَّدبر لأمور الدولة، وقد اتفَّق مع الفرنج على: الهدنة وقطع مواد الحرب والفتنة [2].
- وأما صلاح الدين في مصر، فقد وصله الخبر عن طريق الفرنج، فلم يصدقه، وكتب إلى نور الدين يقول ورد خبر من جانب العدو اللعين عن المولى نور الدين أعاذ الله تعالى فيه من سماع المكروه، ونّور بعافيته القلوب والوجوه، فاشتد به الأمر وضاق الصدر .. فإن كان العياذ بالله قد تم .. فما رتب الملوك ممالكها إلا لأولادها. فالله الله أن تختلف القلوب والأيدي فتبلغ الأعداء مرادها، ولا تنازعوا فتفشلوا فالعداوة محدقة بكم من كل مكان، ولهذا البيت منَّا ناصر لا نخذله، وقد كانت وصيته إلينا سبقت بأن ولده القائم بالأمر وسعد الدين كمشتكين بين يديه فإن كانت الوصية ظهرت وقبُلت وإلا فنحن لهذا الولد يد على من عاداه، وإن أسفر الخبر عن معافاة الغرض المطلوب [3] فورد عليه الكتاب من أمراء دمشق بتوقيع الملك الصالح يقول: أطال الله بقاء سيدنا الملك الناصر السيد الأجل وعظَّم الله أجرنا وأجره في والدنا، السيد العادل، وقد اجتمع أمراء الحضرة على البيعة المؤكدة والإيمان المغلظة للملك الصالح وما ها هنا ما يشغل السر غير شغل الفرنج خذلهم الله، فما كان اعتماد مولانا السيد الملك العادل رضي الله عنه إلا عليه (أي صلاح الدين) وسكونه إلا لمثل هذا الحادث الكارث، وقد أمَّله ليومه وغده ورجاه لنفسه وولده [4] ... وهل سوى السيد

[1] وليام الصوري 02/ 973) صلاح الدين الفارس المجاهد ص 146.
[2] كتاب الروضتين نقلاً عن صلاح الدين ص 146.
[3] صلاح الدين الفارس المجاهد ص 147.
[4] كتاب الروضتين (2/ 587).
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 412
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست