responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 415
أضحى مؤسسة عسكرية تابعة له، وأسرة متعاونة من القادة؛ كان فيها أولاً شيركوه ونجم الدين أيوب، ثم صلاح الدين وخاله شهاب الدين الحارمي، ثم إخوته، وبرز منهم توران شاه وطغتكين وأبو بكر - العادل - وبوري، وبعض أبناء أخي صلاح الدين، ابن عمه، بالإضافة إلى بعض أولاد صلاح الدين: الأفضل علي والظاهر غازي والعزيز عثمان، فهم ثلاثة أجيال من القادة وصنعوا أنفسهم في خدمة نور الدين وحملوا لواءه وقد جمعهم نور الدين بنفسه بعضهم مع بعض ليتعارفوا بسبب رابطة القربى بينهم وكان نور الدين واثقاً من صلاح الدين ومن تعاونهم معه وسيطرته عليهم كمجموعة في مصر، وواثقاً أيضاً من حسن تأتَّيه للأمور [1].
ولم تكن قوة صلاح الدين في هذا وحده، ولكنها كانت أيضاً في غنى مصر ومواردها من الاقتصاد ومن الشر وكانت الأرض التي صارت إقطاعه أوسع وأكبر في المدى والغنى من مملكة نور الدين الأصلية نفسها في الشام والجزيرة كانت إمارته وحدها ولها من برقة إلى النوبة إلى اليمن، وهكذا كان وضع صلاح الدين لا يشبه وضع القادة الآخرين لنور الدين، ويفوقهم قوة وغنى ومكانة وأولاد الداية الثلاثة لم يبرز منهم غير واحد، ولم تتح له الفرصة التي أتيحت لصلاح الدين؛ الذي كانت مصر بمثابة المجمع أو المختبر الذي برزت فيه قدرات الأسرة الأيوبية وكان صلاح الدين يدرك هذا جيداً كما يدركه الأمراء الآخرون [2].
وحين اجتمع أمراء دمشق على التعاون يداً واحدة ومنابذة صلاح الدين: الشيخ إسماعيل خازن المال، والحسين الجراحي، وشهاب الدين العجمي والطواشي حسام الدين ريحان، وعلى رأسهم ابن المقدم بحضور القاضي كمال الدين الشهرزوري، وقال القاضي: قد علمتم أن صلاح الدين صاحب مصر من هو مماليك نور الدين ونوابه والمصلحة أن يشاور في الذي نفعله ولا نخرجه من بيننا فيخرج عن طاعتنا ويجعل ذلك حجة علينا، وهو أقوى منا لانفراده بملك مصر .. أخرجنا وتولَّى هو خدمة الملك الصالح .. فلم يوافق أغراضهم هذا القول، وخافوا أن يدخل صلاح الدين ويخرجوا [3] ... وظنُّوا أنه إذا دخل البلاد أخرجهم منها [4] وتفرّغ صلاح الدين من مهامه في مصر بعد أن أساءه وأغضبه ما كان يجري، وبخاصة ما جرى بحلب من شقاق سنَّي - شيعي، وغدرهم بصديقه ابن الداية وكان

[1] صلاح الدين المجاهد والملك الزاهد ص 151.
[2] المصدر نفسه ص 151.
[3] كتاب الروضتين (2/ 589) صلاح الدين ص 151.
[4] صلاح الدين الفارس المجاهد ص 151.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 415
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست