responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 452
بالسياسة والمداهنة وأرسل رسولاً إلى دمشق، اجتمع بصلاح الدين وطلب منه حصن "رُعبان" وحصن "كيسوم" وهما إلى جنوب قلج أرسلان، فرعبان، مدينة بالثغور بين حلب وسميساط قرب الفرات معدودة بالعواصم [1]، وكيسوم قرية من أعمال سميساط [2]. وجاء رسول قلج أرسلان ليطلب هذا الطلب بحجة أنهما كانا سابقاً من أملاك سلاجقة الروم وضمهما والده مسعود، ثم اضطر يتنازل عنهما لنور الدين محمود وأغضبت هذه الرسالة صلاح الدين، وأثارت غيظه، فأغلظ القول لرسول أرسلان، بل وتوعّد قلج أرسلان الثاني، فعاد الرسول إلى قونية، وأخبر سلطانها بما جرى، فغضب قلج أرسلان وهاجم حصن رعبان في عام 575هـ/1179م. وكان يحكم هذا الحصن شمس الدين بن المقدم من قبل صلاح الدين فهاجمه قلج أرسلان بقوة كبيرة تساوي عّدة آلاف وعندما علم صلاح الدين أرسل قوة عسكرية تقدر بألف فارس بقيادة المظفر تقي الدين عمر بن شاهنشاه صاحب حماة ([3]
فتقدم بقواته حتى اقترب من المعسكر السلجوقي ودار حوله مستكشفاً، فتبين له أن جيش أرسلان مسترخ غافل، فاغتنم هذه الفرصة، ووزع قسماً من قواته حول المعسكر، ومعهم الآلات الموسيقية، البوقات وغيرها واستعد هو من القسم الآخر للانقضاض على المعسكر وهيأ جوّ المفاجأة وفي الوقت المحدد أعطى إشارة البدء للموسيقيين بإطلاق الموسيقى وإحداث جلبة مصطنعة، فلما سمع الجنود السلاجقة تلك الضجة من أصوات، الموسيقى وجلبة الرجال، واصطكاك الحديد، وشدة وقع حوافر الخيل التي كانت تدور باستمرار حول المعسكر، هالهم ذلك، وتوهموا أنهم مطوقون بأعداد هائلة من الجنود فّدب الذعر بينهم، وغرقوا في بحر من الفوضى ثم لاذوا بالفرار طالبين النجاة، تاركين وراءهم خيامهم وأثقالهم، وانقض عليهم في تلك اللحظة المظفر تقي الدين عمر بفرسانه، وأخذ يعمل فيهم قتلاً وأسراً، وهم هاربون لا يلوون على شيء، وغنم جميع ما تركوه، ثّم منّ على الأسرى، وسرَّحهم وعاد قلج أرسلان الثاني إلى ملطية يجر أذيال الهزيمة والعار، وملطية بلد من بلاد الشام المشهورة، والمتاخمة إلى بلاد الشام [4].

2 - المواجهة الثانية بين صلاح الدين وقلج أرسلان الثاني: وبعد مرور عام على هذه الأحداث، عاد النزاع مرة أخرى بين صلاح الدين وقلج

[1] معجم البلدان (3/ 51).
[2] المصدر نفسه (4/ 497).
[3] الكامل في التاريخ (9/ 148) ..
[4] معجم البلدان (5/ 192) موسوعة تاريخ العرب ص 59.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 452
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست