responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 462
يحارب على جبهتين في وقت واحد، الزنكيين في الشمال والشرق، والصليبيين في الجنوب والغرب، فجدّد الهدنة مع مملكة بيت المقدس [1] ونقض الصليبيون الهدنة في العام الثاني، في غمرة استمرار النزاع بين صلاح الدين والزنكيين، فهاجموا الأراضي التي يسيطر عليها صلاح الدين، فأغار ريموند الثالث صاحب طرابلس على إقليم البقاع، في حين زحف الجيش الملكي من الجنوب بقيادة الملك وهمفري سيدتبنين، ويبدو أن ريموند الثالث تعَّرض للهزيمة على يد ابن المقدم أمير بعلبك، غير أن الجيشين الصليبيين اجتمعا سوياً، واصطدما بشمس الدولة توران شاه، أخي صلاح الدين ونائبه في دمشق، عند عنجر في البقاع، وكان قد خرج لنجدة بعلبك غير أن اللقاء لم يكن حاسماً، ولم يكد صلاح الدين يُقدم من الشمال حتى انسحب الصليبيون من المنطقة، ولم يشأ أن يتعقبَّهم، وإنما فضَّل العودة إلى مصر تاركاً أخاه توران شاه في دمشق [2].

2 - الصليبيون يغيرون على حمص وحماة: لاشك بأن الصليبيين أضاعوا من أيديهم فرصة ذهبية، لضرب، صلاح الدين في مصر، في الوقت الذي لم يُثبَّت أقدامه في شمالي بلاد الشام، ذلك أن الظروف كلها كانت مهيأة لهم بعد أن وضع الأمبراطور البيزنطي كل ثقله لنجاح الحملة، وقد أثبتت الأيام أن تلك الفرصة لم تتح للصليببين بعد ذلك [3]، وإذا كان مشروع الحملة الصليبية - البيزنطية المشتركة على مصر قد باء بالفشل، فإن ذلك لم يمنع الصليبيين من الاستفادة من الحملة الفلمنكية لمهاجمة الأراضي الإسلامية التي يسيطر عليها صلاح الدين في بلاد الشام، ففي [4] ربيع الأول عام 572هـ/11أيلول عام 1176م غادر صلاح الدين بلاد الشام إلى مصر، بعد أن عقد الصلح مع الملك الصالح إسماعيل صاحب حلب [4]، فانتهز بلدوين الرابع الفرصة، وكّرر الطلب من فيليب الألزاسي بضرورة القوات الإسلامية المتمركزة على الحدود الشرقية، لإمارتي الرها وطرابلس، فوافق الأخير على طلبه ثم غادر بيت المقدس في شهر ربيع الآخر عام 573هـ/نهاية شهر تشرين الأول عام 1177م متوجهاً إلى الشمال لمساعدة كل من ريموند الثالث صاحب طرابلس وبوهيموند الثالث صاحب أنطاكية بناءً على طلبهما، حيث بدا ممكناً إنجاز شيء ما في ظل غياب صلاح الدين، وأمَّده الملك بمائة فارس

[1] الكامل في التاريخ (9/ 422) تاريخ الأيوبيين ص 119
[2] وليم الصوري (2/ 886) تاريخ الأيوبيين ص 119.
[3] الحركة الصليبية (2/ 754) تاريخ الأيوبيين ص 119.
[4] النوادر السلطانية ص 96 تاريخ الأيوبيين ص 122.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 462
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست